شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
طيبة.. رحلة في الزمان والمكان (32)
والذكريات ليست إلا جغرفة للأرض، أرض المدينة كما أنها مشاهد تاريخية، ليس منها أن تكون مذكرات شخصية، فلن أقحم نفسي متحدثاً عن شخصي وإنما هو الحديث عن المدينة المنورة في عهد الدولة العثمانية العهد الحميدي والعهد الرشادي ثم عهد الأشراف ثم العهد لهذا الكيان الكبير المملكة العربية السعودية، فالذكريات تاريخ من التاريخ عن الأحوال والاتصال والانفصال والرجال وكيف ابتليت بمن حولها وكيف طاب لبعض أهلها أن يعيشوا الفصام بلا خصام ما أشد قربهم لبعض حين لا تكون المادة جراية أو صدقة وما أقوى فصامه حين تكون المادة أحباباً يتقاربون وبالعنعنات كثيراً ما يتباعدون.. أكتب هذه الذكريات فيها (( الأنا )) وإنما كلها الـ (( نحن )) .
كذبة إسرائيل الكبرى
الحرب الحضارية ضد العرب!
والرحلة الثانية تمت في السبعينات، لم تكن برغبة مني وإنما كانت استجابة لدعوة وجهتها إليّ وزارة الخارجية في حكومة الهند إبان رئاسة الدكتور ذاكر حسين لجمهورية الهند.
وركبت الطائرة، عن طريق البحرين ثم ركبتها إلى بومباي، وكأن الناس في بومباي غير الناس في الخمسينات، فما أسرع عوادي التغيير كأنما الإِنسان لا يصانع بيئته ولا جيله لأنه مسخر لهذا التغيير المتلاحق حدثاً بعد حدث.. كماليات لا تكاد تدخل البيت حتى تصبح ضروريات، ضاعت القناعة وضاعت السكينة، فأصبح الإِنسان في دوامة تدور به ليدور فيها.
واستقبلني المضيف مندوب وزارة الخارجية.. والي دلهي، أنزلوني في الفندق الفخم الذي استجد حسب مقتضيات الدولة الحديثة التي كانت إمبراطورية جوهرة التاج البريطاني فأصبحت وليست هي الإمبراطورية.. انشطر الشعب شطرين.. الهند والباكستان، كأنما الأرض نكبها بنوها فبكت بنيها، لا ليضحكوا وإنما ليكثر البكاء لعلّه يكون حافزاً إلى وحدة الأرض وإن اختلفت الطوائف. لكنها الهند بكل ما فيها وبكل من فيها ما زالت الأمة لشعب حمدنا له مواقفه إِحساناً يوم كنا في حاجة للإِحسان، وتأييداً لسياسة العرب بجواهر لآل نهرو وكرشنامنون، أيام الغزو الثلاثي، حتى إن الهند عابت حفيد السهروردي يوم كان نقيضاً لموقف كرشنامنون، إنه وارث الصوفية عن جده السهروردي الذي قتله صلاح الدين، فهل كان الحفيد يثأر من مصر يأخذ بثأر جده.
وفي اليوم الثاني صحبني مندوب الخارجية لمقابلة الدكتور ذاكر حسين رئيس الجمهورية، في تلك ((السراية)) القصر الكبير المكان للمندوب السامي الإمبراطور داخل الهند وممثل الإمبراطورية التي كان عرشها في لندن، وقابلني الدكتور ذاكر حسين ولم أكن حديث معرفة به، بل عرفته في زيارتي الأولى للهند حين التقيت به في (الجامعة الملية) تأسست في أرض المسلمون فيها قلة وإن تكاثروا والهندوك فيها كثرة وإن تنافروا، كان الدكتور ذاكر حسين الزعيم يسانده الدكتور عبد العليم يستند إلى رجال كبار من المسلمين، فإذا الجامعة الملية في يومها الأول الخصمان جواهر لآل نهرو ومحمد علي جناح، أعني زعيم الهنادك وزعيم الباكستان، وكانت لحظة أكبرت الهند كلها ذاكر حسين، حمدنا له ذلك، لأن غربة الإِسلام تظاهرت لتكون هي الحقيقة على أرض الهند، ولكن هذه الحقيقة أعلنت نفسها للجامعات (علي قر) (ندوة العلماء) (بالجامعة العثمانية في حيدر أباد) ولا تنسوا المسجد ولا تنسوا تاج محل فلئن كان قبراً لا يقر الإِسلام هذا البناء على قبر، وإنما جاء بتقرير الحضارة أصبح من عجائب الدنيا لا تحصر في سبع، وإنما هي وبالإِسلام قد كانت أكثر من سبع وبالعرب الأولين كانت الأساس لكل خامسة لكل سابعة.
وجلست لدى الدكتور ذاكر حسين أستعد لتلقي الحديث ولإِدارة الحوار مع الحديث، وبعد التحية ولقاء البشاشة، قال المفكر العظيم ذاكر حسين (نحن في الهند نحاول ألا يكون بيننا على هذه الأرض حاكم أو محكوم) قلت إن ذلك لن يتحقق بالأفلاطونيات ولا بالطوبى ولا بما هو أكمل، فالإنسان لن يكون متقدماً راكضاً إلى الإِمام إلا بالمتناقضات إلا بسلطان حاكم وطاعة محكوم، واسمح لي إن الهند بهذه الطوائف وبكل هذه اللغات بعيد أن تكون كما تريد، وقد كان يرحمه الله يصدر حكمه وكأنه يشير إلى واقع العرب وإلى واقع المسلمين، وابتسم يقول (سأسعى جهدي أستمد من الله النجاح)، وانتهت الزيارة وكأني لم أكن في هذا القصر الذي حين مررت عليه في الرحلة الأولى كنت وقد تقمصتني الرهبة أو امتلكني الرعب، أما وقد دخلته اليوم فلا رهبة ولا رعب لأن ساكنه هو الدكتور ذاكر حسين، لا اللورد وما أكثر اللوردات.. حين كانوا، ولعلّهم اليوم لم يبلغوا الكثرة تلك.
وزرت أكرا لأرى تاج محل، لن أكتب عنه الآن فلقد كتبت في جريدة الشرق الأوسط عنه أضمها للذكريات غير أني أقول هل المجد للإمبراطور العاشق وللحبيبة ممتاز محل، أم هو مجد الفنان المهندس والمتفنون العمال.. عجيب أن يذكر الإمبراطور ولا يذكر المهندس مع أن قيمة الحضارة صنعها المهندس، وهكذا لا نعرف المهندسين الذين شادوا آثار مصر.. حدائق بابل أو الذين نحتوا الجبل في الحجر في البتراء، كأنما هؤلاء المهندسون قد سبق بهم العقوق وكان سنمار.. جزى أبا الغيلان عن كبر وحسن فعل كما جوزي سنمار. وحتى مسجد السلطان أحمد، بقي اسم السلطان وذاب اسم المهندس.
وإلى عليكره الجامع المسلم ومن حسن المصادفة أن يكون مديرها حينذاك الدكتور عبد العليم زميل ذاكر حسين في الجامعة الملية، هو القران بين الاثنين ذاكر رئيس الجمهورية وعبد العليم رئيس الجامعة علي قره، وأثاروني يروون فكرة عن الدكتور عبد العليم فقد قال (ليس بين الهند والعرب علاقة قبل الإِسلام، وقلت لهم: إن أراد اعتناق الدين فذلك صحيح، أما إن نفى العلاقة بين الإِنسان والإِنسان تاجراً ومستورداً ومصدراً ومكبراً فذلك غير صحيح جزيرة العرب والهند جارتان إن فصلهما المحيط فإنهما يتواصلان ويتصلان عن طريق المضيق عن طريق البلوجستان وفارس وخرسان. بل وعن طريق السفن الشراعية، إن العرب عرفوا الهند وعرفتهم قارة الهند.. تجارة التوابل عن طريق العرب ثم إن العرب سموا أعظم بناتهن ((هند)) فكم هن اللاتي كانت أسماؤهن هنداً، والسيف المهند.. الهندواني.. الهندية القضب، من شعر عنترة، والصليب المعقوف كان من تراث الهند والأحقاف وما إليها.. وصل إلى الجرمانيين عن طريق العرب، فليس هو شعار هتلر وإنما وجدناه دفيناً في جزيرة العرب، أي إنه قبل الصليب الذي يؤلهه نصارى اليوم.
ومن عليكره إلى مدراس وميسور وحيدر أباد وقد تجولت رأيت معالم شتى وناساً هادئين، وعلى الغداء أتوا بالعنب قالوا: إنه من أعواد عنب الطائف جلبناه زرعناه وهذا ثمرها وذقت العنب ولكنه تأقلم وما أشد تأقلم النبات بل ما أسرعه، العنب في الهند أحلاه عنب بشاور بناتي بلا بذر كأنه العنب الشريوفي في الطائف وفي المدينة المنورة فعندنا عنبان الحجازي حبته كبيرة والشريوفي أشد بياضاً حبته صغيرة، وعدت إلى بلدي.
ـ حوار -
وكان الأمر بين الهند وباكستان صعباً على حافة الحرب وجرى الحديث عن ذلك فقلت وقد كتبت بهذا تقريراً إلى من هو أولى به ليعرف ما جرى في هذه الرحلة الذي استأذنته لكي أسافر إليها، قلت للموظفين الكبار في وزارة الخارجية: أنا صديق الهند من فجر التاريخ إلى عصرنا الحاضر فلن ننسى للهند أنها لم تعترف بدولة إسرائيل، أنا صديق الهند نعم لا أحب لأخي الباكستاني أن يشن حرباً على الصديق ولكن حين أرى الصديق يرفع يده على أخي فلن أكون إلا مع أخي أرد عنه يد الصديق.
ولئن شكرنا للهند موقفها لم تعترف بإسرائيل حينذاك يقودها جواهر لآل نهرو، فإني قد كتبت موضوعاً لينشر في جريدة البلاد السعودية وقد نشر بعد لأي والتواء، لأنه مقال أعجب رئيس التحرير، يريده له، كما هي السالفات من ذلك، حزمت أمري أصر على نشره، خلاصته أن الأكثرية التي صدرت عنها قرارات هيئة الأمم المتحدة بالاعتراف بدولة اسمها فلسطين الأرض المباركة كانوا من الدول الحديثة التي تدور في فلك جورج مارشال، أما الهند واليونان وأسبانيا والصين فدول شعوبها حضارية قديمة العهد والصلة بحضارة العرب فأبت إلا أن تحترم حضارة العرب من حيث احترامها لحضارتها فرفضت التصويت مع القرار تعترف باليهود يشكلون دولة في فلسطين لأنهم يعرفون لم يصنعوا حضارة، فكذبة كبرى أن يقال إن إسرائيل تشن حرباً حضارية على حضارة العرب، هذه الدول الحضارية رفضت إهانة العرب، ونشر المقال فإذا محمد التابعي أحد رؤساء التحرير في صحافة مصر يقول لمحمد سرور الصبان وأمام رشدي ملانياز، لقد قرأت هذا المقال وعجبت كيف يسبقنا كاتبكم السعودي بهذه الفكرة قسمت هيئة الأمم إلى أمم حديثة وأمم قديمة حضارية، وبخل علي بها محمد سرور الصبان، لقد فرحت بهذا الثناء من التابعي، وشكرت رشدي ملا ولما أكفر بعد بمحمد سرور الصبان، فقد بخل علي بعد بسؤال جمال عبد الناصر عني يوم ألقيت الخطاب أمام الملك سعود وأمامه أقامه السعوديون المقيمون في القاهرة بأمر من الملك سعود عن طريق محمد سرور الصبان، وسأفصل ذلك في ذكريات بعد عن مكة عن الصحافة عن الخرج عن مصر عمَّا هو بعد.
ذاكر حسين مرة أخرى
وقدم الدكتور ذاكر حسين زائراً ترحب به الدولة ترحيباً يليق به من اللياقة نحو الهند، ووصل الدكتور ذاكر إلى جدة فأقام له مسلمو الهند السعوديون في طليعتهم الشيخ عبد الرحمن مبهر ومن إليه حفلاً تكريمياً دعيت إليه لألقي كلمة الترحيب، أقاموا الحفل في فندق قصر الكندرة، وألقيت الخطاب أذكر قيم الدكتور وقيمته وما صنع للهند، حتى إذا انتهى الحفل أقبل علي يأخذ بيدي يقول لي (كيف استطعت أن تقول هذا الهراء؟ قلت: هو الهراء لو كان عني أو لغيرك ولكنه الثمين والحق حين كان بك ولك)، وابتسم قال ذلك بأسلوب التواضع زينة الكبار والكبرياء.
السيد حسين أحمد والاستعمار
وحزمت أمري بإصرار، يستجيب لي رفيق الرحلة الشيخ محمود شويل، لنزور الجامعة المسلمة (ديوبند) لأني حرصت على توطيد الصلة بعالمها الشيخ فيها كما هو أحد الأشياخ في المسجد النبوي.. ألا وهو السيد حسين أحمد المدني، فلم يلقب بالديوبندي وإنما التشريف باللقب إن كان المدينة، عرفته في المجينة ساعة أن زارنا في المدرسة قبل سفري إلى الهند، كانت معرفة المواجهة والمشافهة ولكني عرفت الكثير عنه من أستاذنا السيد أحمد صقر، وليس ذلك عن حسن العلاقة بينهما، وإنما كان ذلك بما يحدثني به عن علاقة الأمير شكيب أرسلان بعلماء المسجد النبوي، فقد كان أبو غالب أمير البيان يسمع الأشياخ في حلقات الدرس فأعجبه اثنان السيد حسين أحمد وشيخ الشيوخ حمدان بن الونيس، ولعلّه لم يدرك عبد الحميد بن باديس، كان الأمير يثني على السيد حسين أحمد ويثني قامته الطويلة أمام حمدان بن الونيس، ذكره في حواشيه على حاضر العالم الإسلامي الكتاب ترجمه من اللغة الإنجليزية الكاتب الكبير عجاج نوهيط، ولئن كان درزي النسب والسبب فقد كان هو والأمير شكيب يمسكان بالحسب الملم، والسبب اليعربي، ومن العجيب أن يكون النسب سبباً أو أن يكون النسب حسباً. فقد ذكر الأمير شكيب سماعه لهذا الحديث كجمرة احترق بها أو كشعاع من نور يهديه الطريق، سجل هذا الحديث (يوشك أن تتداعى عليكم الأمم، كما تتداعى الأكلة على القصعة، فقالوا - يعني الصحابة - أمن قلة يا رسول الله، فقال - وهو صاحب جوامع الكلم - لا ولكن غثاء كغثاء السيل، إنما يدرككم الوهن، قالوا: وما الوهن، قال: حب الدنيا وكراهية الآخرة، أو هو قال: حب الحياة وكراهية الموت ومن عجب ألا أسمع عن رفيقي الأمير شكيب أرسلان، أي خبر أو أي كلمة وهما من أحلاس المسجد، عبد العزيز جاويش وعبد القادر المغربي، فهل كان الأمير يحب الاطلاع أكثر منهما؟ أم هناك رواة عنهما لم أحظ بالسماع منهم؟
ووصلنا إلى ديوبند، فاستقبلنا السيد الشيخ المحدث حسين أحمد، وبرغم أنه من أهل الحديث فقد كان حنفي المذهب ولعلّه وإن تحنف كان يميل إلى الطحاوي ومحمد بن الحسن الشيباني، أكثر من ميله لأبي يوسف، وإن لم يبتعد عن أبي يوسف، رحم الله الجميع.
وأعد لنا عشاء وكان أرزاً وما أكثر ما أكلت من الأرز من يد الطهاة البارعين، ولكن صدقوني أني لم أذق مثل أرز يوبند، البياض ناصع أشد بياضاً من الأرز المزة، حبته طول الشعيرة حباته متناسقة له طعم لم يكن لأرز غيره، وسألته: من أين هذا الأرز؟ قال: من نبات سهربنور، لم أر قبله ولم أر بعده، مع أن المدينة المنورة أو مدن الحجاز كلها لا تعرف من الأرز إلا الهندي.. المزة.. الهورة.. البنوري، وإن ورد إليها في بعض الحالات الرز ((التُمّن)) من العراق أو بعض الأرز المهدي من الإيرانيين، وهو ((العنبربو)) أما المصري فما رأيته إلا بعد، وبعد الحرب العالمية الثانية طغى الأرز الأمريكي على الهندي والسيامي.. أبو سيوف كأنه المزة وإن لم يبلغ شأوها، و ((أبو بنت)) كأنه ((البنوري)) وإن كان أحسن، و ((أنكل بن)) وكأنه الهورة وما كان الأحسن، وبعد العشاء، قال لنا قبل أن يودعنا أنتم العرب السبب في ترسيخ استعمار الإنجليز للهند حين كنتم القوميين حاربتم الدولة العثمانية التي كنا نرجوها لمحاربة الاستعمار، وسكت الشيخ محمود وإن غضب وتكلمت أقول للسيد: إن إمبراطورية الهند هي السبب في تمزيق الدولة العثمانية من أجل خط برلين بغداد، وهي السبب في احتلال مصر واستعمار العراق وساحل الخليج. فلولا حرص بريطانيا على بقائها في الهند لما كان استعمارها لمصر والعراق والخليج وعدن وما إليها، لكم شكواكم من العرب ولنا شكواكنا من الهند مع أن الشكوى ينبغي أن نجتمع عليها من الإنجليز، لقد حاول الإنجليز ألا تحفر قناة السويس لتمنع دول أوروبا الأخرى عن الوصول إلى الهند، وحفرت القناة، فاتتها فرص الاشتراك ولم يفتها أن يشتري دزرائيلي أسهم مصر في قناة السويس لتكون رقيبة على فرنسا بل قد كانت لها السيادة على قناة السويس، وكثيرة هي الأسباب التي تسلط بها الاستعمار الإِنجليزي، وما أحسن قول شوقي يرحمه الله.
وحررت الشعوب على قناها
فكيف على قناها تسترق
حررت بالرماح، فكل رمح قنا واستعمرت واسترقت من أجل القناة، يعني قناة السويس، وما جزع السيد من حواري وودعناه شاكرين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1230  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 712 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.