شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
طيبة.. رحلة في الزمان والمكان (20)
المدينة المنورة
العادات.. التقاليد
الختان والسرارة
والذكريات ليست إلا جغرفة للأرض، أرض المدينة كما أنها مشاهد تاريخية، ليس منها أن تكون مذكرات شخصية، فلن أقحم نفسي متحدثاً عن شخصي وإنما هو الحديث عن المدينة المنورة في عهد الدولة العثمانية العهد الحميدي والعهد الرشادي ثم عهد الأشراف ثم العهد لهذا الكيان الكبير المملكة العربية السعودية، فالذكريات تاريخ من التاريخ عن الأحوال والاتصال والانفصال والرجال وكيف ابتليت بمن حولها وكيف طاب لبعض أهلها أن يعيشوا الفصام بلا خصام ما أشد قربهم لبعض حين لا تكون المادة جراية أو صدقة وما أقوى فصامه حين تكون المادة أحباباً يتقاربون وبالعنعنات كثيراً ما يتباعدون.. أكتب هذه الذكريات فيها (( الأنا )) وإنما كلها الـ (( نحن )) .
ومن حق الذكريات، أو هي ما تدعو إليه أن أكتب عن العادات والتقاليد عن الطفل، فإذا ولد الطفل يحتفلون به وبنجاة الأم وفرحة الأب وزغاريد الأهل، حتى إذا بلغ اليوم السابع احتفلوا بتسميته، وإذا بلغ الأربعين يوماً احتفلوا به كتقليد، تأتي (الداية) أي المولدة، وكان أشهر الدايات (خالتي رحمة) أصلها من صعيد مصر، تأتي الداية وتحمل الأم طفلها ومعها بعض أخواتها أو الجدة يذهبن إلى المسجد النبوي.. يتسلمه (الآغا) يدخله إلى الحجرة النبوية، تقليد مضت عليه سنون، وما أحسبه قد بقي الآن، وتقليد آخر عن الختان، فلقد كان جيلنا ومن قبله لا يختن وهو طفل يرضع كما الآن لأنهم يخشون على الطفل وهو رضيع من ألم مضاعف لا تطيقه الأم وتتعثر في علاجه، لأن الطبيب الجراح غير موجود والمستشفى مظهر لا مخبر، فالختان يُدْعى إليه الحلاق (العم غوث) أو صاحبنا (الخستة) أو صديقنا إبراهيم الجراح، فالحلاق يرفض أن يختن طفلاً يرضع، لأنه لا يستطيع إذا ما حصلت مضاعفات أن يتردد على البيت، فلهذا يختن الطفل إذا ما بلغ أكثر من أربع سنوات، فإذا ما دعا الأمر لعلاج المضاعفات يمشي على رجليه يذهب إلى الحلاق، والحلاق في بعض تهائمنا ونجودنا يأخذ لقب (دختور) يعني دكتور، وما دام الشيء بالشي يذكر فقد خرج صديقنا المفضال إبراهيم الجراح إلى قباء ليعالج جروح الإِخوان من جيش الدويش، أرسله إلى هناك رجال كانوا النصير للملك عبد العزيز يوم حصار المدينة لأن إبراهيم الجراح لديه كفاءة يعالج الجراح من شظية قنبلة وما إليها.
وحين يختن الطفل لا يكون الأمر سراً بين الأهل والحلاق، وإنما هو الاحتفال يدعى إليه الأقارب والأصدقاء على الغداء.. الطعام (رز بحمص) يطبخه الطباخ المشهور بإتقان الرز بالحمص الملقب (بشرشورة) هو لا يغضب من شرشورة.. المكان الذي يوجد فيه حفارة القبور وغاسل الموتى للرجال والقفص للنساء والنعش، لا يغضب من ذلك وإنما يجن جنونه إذا سمع من يقول (بتنجانه حمراء) دعاه أبي ليطبخ وكانت المشكلة التي ينبغي حلها اختيار المكان لهذا الطباخ حتى لا يراه أحد من ((العفاريت)) يعني الشباب، يناديه (بتنجانه حمرا) فيترك الطبيخ يجري ويهرب، لهذا لم يطبخ الرز بالحمص حين احتفلوا بختاني في حوش وإنما اختار له والدي الديوان داخل البيت فغضبت الزوجة على الحجر النظيفة.. والديوان النظيف.. يكون الطبيخ (إن شاء الله عمرو محمد ما انختن.. يعني لازم تسوي الطهارة في بيتي.. ما كان سويته في حوش خميس في بيت جدته من الشعر) أقنعها الوالد فصعد النساء إلى المجالس فوق، وكان الزمن صيفاً والمجالس تهجر في الصيف.. النهار في الأسفل والليل على السطوح، ولكنه يوم مضى، وسأل أحد العفاريت مين الطباخ يا حسين؟ فقال: أبو حمرة، فأجاب العفريت ليه: ما جبت شرشورة هو يطبخ أحسن، فأجابه والدي أرجوك تسكت أحسن أبو حمرة طباخ طيب، وعندما جلسوا إلى الطعام في بيت حمدان ضرار خال أخواتي وبيت عسر جارنا حين ذاك وصهرنا بعد ذلك، أعطى والدي الأجر لشرشورة وصرفه فإذا شاب مندس وراء باب سلطه أحد العفاريت حين رأى شرشورة قال (بتنجانه حمره) فصعق يصرخ وكاد يرمي العدة وأخذ يجري فما كان من أبي إلا أن أمسك بالشاب (يمصع) أذنيه فقال (يواد احنا في فرح تبغي تنكد علينا)..
ما أحلى هذا القليل ما أجمله حين أصبح ذكرى..
والسرارة ((الصرورة)) هي الحج الأول في عمر الطفل فحين لم يبلغ الحلم ولا يجب عليه الحج يحرصون على أن يحج مع الركب، فإذا قدم قابلوه بحصان مسرج مزركش يركب الطفل وأمامه تدق الطاسة طبول وزمور.. مقررة لبيت الطاسجي، يزف برجال من الأصدقاء يمشون وراء الحصان والطاسة يصل إلى باب السلام يدخل من باب المصري لا من باب بصري ومن المجيدي لأن الاحتفال يحلو إذا مر بالسوق العامر، لأن شارع العينية لم يفتح حينذاك، بل فتح أيام فخري باشا.. انتهى بستان العينية وأصبح طريقاً إلى المسجد ليدخل إليه الصرورة بعد أن فتح..
ولفظة الطاسجي نسبة إلى الطاسة.. آلة مع الطبل، فركبت النسبة على الطريقة التركية (طاسجي) حتى إن لقب (البرزنجي) الذي لقب به البيت الكبير في المدينة من أهل العلم والقضاء، فنسبة البرزنجي يظن من لا يعرف هذه النسبة كيف ركبت، بأنها نسبة إلى (البرزان) بوق الجيش والجندرمة، مع أنها غير ذلك، فالنسبة باللغة الفصحى هي إلى البرزاني، زعماء الأكراد في العراق، هي في الشام (البرازي) وهو لقب أو نسبة لبيت كبير في الشام منهم محسن البرازي رئيس الوزراء، وفي المدينة بقي على النسبة بالتركيب التركي (برزنجي) ولعلّي نسيت أن الصرورة وهو راكب الحصان يرش بالملح (عين الحسود فيها عود) حتى إذا وصل إلى البيت يرش بالحلاوة الحمصية ويكون الغداء احتفالاً أرزاً بحمص..
إن شرشورة مشهور يجيد الرز بالحمص، كما اشتهر في مكة عبد الكريم الأجرب له علاقة ببيت الفطاني، ولا أفخر بأني ذواق أحفل بالمطبخ ولكن هكذا كنت وما زلت، لأن المطبخ معلم حضاري ولا أظن أن بلداً كبلدنا هذا اتسع لكل الأنواع، فلئن قالوا مطبخ الصين أوسع فلنقل إن مطبخ بلدنا قد اتسع، لأنه قد حوى المطبخ الهندي والصيني والتركي والمغربي والإِفريقي والمصري والشامي والجاوي والبخاري والكابلي..
ومن التقاليد التي لم تعد (الرجبية) ففي يوم 12 رجب ولا أدري لماذا كان ذلك اليوم تمتلئ فيه المدينة بالزائرين من القبائل ومن مدن الحجاز والظاهرة العجيبة أنه في عام 1342 من الهجرة وصل إلى المدينة أهل مكة بثلاثة عشر ركباً كل هؤلاء يصعدون إلى المصرع حيث معركة أحد حيث قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب تصبح الباحة من غرب الحرة إلى شرق المفتية غاصة بالناس يسهرون الليلة فإذا تلك الساحة كأنها عرفات لأن الأتاريك قد وصلت تضاء لترسل النور إلى كل ركب ينشد المنشد معهم قصائده، لقد ذهب ذلك لأنه تقليد محدث، وهناك تقليد آخر هو الاحتفال بليلة المعراج ليلة المشبك (الحلوى) حتى إذا هلّ شعبان ففي ليلة النصف منه يخرج أبناء الحارة شباباً ورجالاً يدورون على البيوت يغنون (سيدي شاهين يا شاربيت خرقة مرقة يا أهل البيت.. لولا خواجة ما جينا ولا انطاحت كوافينا يحل الكيس ويعطينا.. إما مشبك وإلا فشار وإلا عروسة من الروشان) فمن النافذة أو من وراء الباب يعطى إليهم الفشار وتمر الحلية وحتى المشبك وإذا لم يعطهم أهل بيت يشتمون (كبريته يا كبريته ست البيت عفريته) وألفاظ أخرى لا أستطيع كتابتها أما إن أعطوه فيقولون (ليمونة يا ليمونة ست البيت مزيونه)..
وتدور الهوشة وتسيل دماء لأن كل بشكة تعارك بشكة أخرى ولد الساحة لا يدخل المناخة ولد العنبرية لا يدخل زقاق الطيَّار، أمر ما كان حسناً، ولا أدري من أتى بهذه الألفاظ ومن ابتدع هذه البدعة، فالألفاظ تدل على أنها من وضع هندي فلفظة خواجه تدل على ذلك.
أما الركب فقد عاصرت ركبين، ركب حمزة لبان وركب محمد سعيد حوالة.. ورجال وشبان يعتزمون الحج تحت اسم بيرق الحوالة أو اللبان.. نوق وبغال وحصن وحمير، جمع كبير يقف الجميع وهم راكبون أمام مسجد الغمامة وينشد المنشد حسين بخاري أو البناني أو غيرهما نشيداً حتى إذا أكمله ساروا في طريقهم إلى مكة يتجنبون الطريق الطويل طريق السلطاني يسيرون عن طريق الجصة وحرشة والغاير، يستحسنون قصر الطريق، لأن طريق الجصة أقرب من طريق السلطاني.
وطلبت في الذكريات قصيدة شكيب أرسلان في رثاء شوقي وهي التائية التي نشرت في ذكريات سابقة، طلبتها من الأستاذ علي الطنطاوي، حتى إذا نشرتها وذكرت أن قصيدة أخرى أرسلت إلي من لبنان تلفن إلي أستاذنا علي الطنطاوي أمد الله بعمره ونفعنا بعلمه، عاتباً يحسبني أني اتهمته بعدم الاستجابة مع أني ذكرت لبعض الإِخوان أن أستاذنا الطنطاوي لو أنها لديه لأرسلها لأن مكتبته الواسعة ما جاء بها إلى هنا واعتذرت إليه أنفي سوء الظن، فالأستاذ الطنطاوي صديق قد انتفعت به يوم كانت مجلة الفتح والزهراء ومسلسلات الحديقة.. ولقد وصلني هذا الخطاب أنشر نصه كما أنشر القصيدة التي أرسلها وهي مدح لا رثاء، وقد ذكر المرسل الأستاذ زهير الشاويش أن شيخ الشيوخ من الآباء المسيحيين عبد الله البستاني حيث أثنى على شكيب أرسلان بأنه خير تلامذته، وهكذا كان الآباء اليسوعيون واليازجيون والمعلوفون عرباً لا طائفيين لم يكن هواهم إلا خدمة العروبة وخدمة اللغة، كانوا طلائع النهضة فلماذا نعيش اليوم في فضيحة النكبة..
شبلي ملاط يقول وهو مسيحي يوم شوقي.
من للزمان بمثل فضل محمد
وعدالة كعدالة الخطاب
رفع الرسول عماد أمة يعرب
وأعزها بالآل والأصحاب
فهل نجد مثله اليوم، والشاعر القروي رشيد سليم الخوري يرسل قصيدة من البرازيل منها:
((تخر مانعات الجبال مهابة
لبيت على رمل الحجاز تشيد
كي أصله قبل النبي محمد
فكيف وقد أزكى النبي محمد
شيب الثريا قبل إنذار شيبه
ويوشك خد الشمس أن يتجعد))
فهل هنا مثله الآن؟
وإليكم الخطاب والقصيدة، أنشرهما شاكراً لا ناكراً فما أشد ما ابتلي العرب بالإِنكار ((كل حزب بما لديهم فرحون)).
الأديب الكبير الأستاذ محمد حسين زيدان حفظه الله:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن من نافلة القول أن أقول بأننا ممن استفاد مما كتبت وكان لنا من تجاربكم النفع، فوق المتعة والسعادة، زادك الله قدرة وعطاءً..
أطلعت على طلبكم من مقال أستاذنا ووالدنا الشيخ علي الطنطاوي للقصيدة التي رثى فيها الأمير شكيب أمير البيان، أمير الشعراء أحمد شوقي.. فأحببت أن أبعث لكم بها مباشرة رغبة بالسرعة، وهي مصورة من ديوان الأمير شكيب المطبوع في المنار بمصر 1354- - 1935م..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخوكم زهير الشاويش
ناد القريحة ما استطعت نداءها
إن الحقوق لتقتضيك أداءها
مهما ينل منها الجمود فإن من
إعجاز أحمد ما يفجر ماءها
مهما تراكمت الغيوم بأفقها
فاليوم عندك ما يعيد جلاءها
لا تعتذر عنها بكر نوائب
سدت عليها نهجها وسواءها
فأهم ما همت السحاب إذا مرت
هوج العواصف درها وسخاءها
والحك يستوري الزناد وإنما
تربى الصوارم بالصقال مضاءها
والرمح يكسب بالثقاف متانة
والخيل يظهر عدوها خيلاءها
حاشا القرائح أن تضن بودقها
ما دام شوقي كافلاً أنواءها
الشاعر الفذ الذي كلماته
ضمن النبوغ على الزمان بقاءها
أنست فصاحته أوائل وائل
وغدت هوازن مع ثقيف فداءها
في كل كائنة يزف قصيدة
توتي جميع الكائنات بهاءها
غدت المعاني كلها ملكاً له
فأصاب منها كل بكر شاءها
وكسا اللسان اليعربي مطارفاً
هيهات ينتظر الزمان فناءها
ستخلد الأوطان من تكريمه
ذكرى تطبق أرضها وسماءها
من كل موضوع أصاب شواكلا
بلغت بمقتلها الصدور شفاءها
يبكي ((شكسبير)) على أمثالها
ويبيت ((غوتة)) حاسداً علياءها
ولو أن آلات الفصاحة عندهم
أدركن شوقي خففت غلواءها
صناجة الشرق الذي نبراته
تجلو المشارق عندها غماءها
في كل حرف من حروف يراعه
وتر يثير سرورها وبكاءها
ما حل بالإسلام بأس ملمة
إلا ورجع شعره أصداءها
يبدي فظاعتها ويوسع هولها
وصفاً ويذكر داءها ودواءها
كانت قصائده لبعث بلاده
صوراً أراد من البلى إحياءها (1)
وأرى الليالي لا تعزز أمة
إن لم يكن سواسها شعراءها
كم أثبت التاريخ في صفحاته
أمماً غدا إنشادها إنشاءها
ضلت لعمري في الحياة قبيلة
لم تصطحب أفعالها أسماءها
والعرب لا تبدأ بجمع جموعها
إلا سمعت نشيدها وحداءها
أكرم بأحمد شاعراً وافي لنا
في روح أحمد (2) حاملاً سيماءها
أتلو قصائده فتملأ مهجتي
فرحاً يزيل همومها وعناءها
وأظل مفتخراً بها فكأن لي
دون الأنام ثناءها وسناءها
نخلت له نفسي مودة وامق
وفي عهاد (3) عهودها إنماءها
نعزو إلى لخم متانة أصلها
وتمز من ماء السماء صفاءها (4)
لا ترتجي منها النمائم ثلمة
كلا ولا توهي الهنات بناءها
ناشدت شعري أن يفي بمودتي
وأراه يعجز أن يجيء كفاءها
قد صار عهدي بالقريض كأنه
دمن تقاضتها الرياح عفاءها
أدعو فلا يأتي الذي أرضى به
والشعر أن تجد النفوس رضاءها
والشعر ما رسم الضمائر نائلاً
منه الكنائن نافجاً أحناءها
والشعر ما ترك المعاني مثلاً
فتكاد تلمس بالأكف هباءها
والشعر حيث يقال من ذا قالها
ما الشعر حيث يقال من ذا قاءها
وهناك نفس مرة ما تأتلي
تملي عليَّ من العلا أهواءها
إن لم تجدني في العجاجة أولاً
نكرت علي ثلاثها وثناءها
وفرت يا شوقي السباق على الورى
برياسة بات السباق وراءها
تتقطع الأعناق عن غاياتها
حتى الأماني لا تحوم حذاءها
تاللَّه أعطيت الرياسة حقها
وعقدت حبوتها (5) ونلت حباءها
وبذذت أهل العبقرية كلهم
وبززت (6) جنة عبقر أشياءها
لما رأيتك قد نزحت قليبها
ألقيت عني دلوها ورشاءها
فأسعد بعرش إِمارة الشعر التي
ألقت إليك لواءها وولاءها
وتهن وابق لأمة عربية
لا زلت قرة عينها وضياءها (7)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1985  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 700 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج