شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
طيبة.. رحلة في الزمان والمكان (6)
العهد العثماني.. ومن إليه من الرجال
ـ لم ير العرب في العثمانيين استعماراً..
ـ السلطان عبد الحميد بنى المسجد النبوي على الطراز البيزنطي..
ـ أعمدة المسجد الأرجوانية جاءوا بها من جبل بالمدينة..
وكانت المدينة المنورة أيام حكم الطوائف، أميرها التقليدي من أشراف ذوي حسين، أي من ولد الحسين بن علي بن أبي طالب، بينما الأمراء التقليديون في مكة من ولد الحسن بن علي بن أبي طالب، لهم سلطان في المكتبين، فأحياناً يصفو الجو بينهم ليكون الأمير في المدينة على علاقة طيبة مع الأمير في مكة، ليس لديهم قوة رادعة وإنما هو التقييم من الملك الطائفي لهاتين الأسرتين.. لم يخضعوا للسلجوقيين وآل بويه.. ولم يكن لهم هذا التقييد أيام العباسيين، وإنما كانوا ذلك أيام العباسيين، وإنما كانوا ذلك أيام الفاطميين في مصر والأيوبيين والمماليك، ولم يكن لحاكم الشام هذا السلطان إلا لمحمود نور الدين زنكي، ولعلّه عن طريق صلاح الدين، حتى إن الظاهر بيبرس أحد المماليك، يوم وصل إلى المدينة كان الحاكم التقليدي هو (الشريف فليته) فهو ومن بعده ومن قبله يعرفون بآل جماز، ثم عرفوا بالشقادمة، وظاهرة لا بد أن نذكرها هي أن العلويين سادوا في قبائل العرب على صورة من الإمارة على القبيلة أو هي الصورة على أن الشريف شيخ القبيلة، لم يكن في الحجاز وحتى في نجد يوم كان بنو الأخيضر هناك إلا الأكثرية من ولد الحسن بن علي بن أبي طالب، فليس هناك ولد الحسين كان له سلطان إلا الجمازيين في المدينة المنورة، أما القبائل الأخرى كجهينة وعتيبة وهذيل وبالحارث، فالذين سادوا لديهم هم من ولد الحسن بن علي بن أبي طالب..
وكانت قرية (السوراجية) شرق المدينة وقرية (الحفنة) كذلك تابعة للمدينة لقربهما ومن فيها من الأشراف حسينيون، فأشراف قنا المحافظة المصرية جمازيون حسينيون، وانضم إليهم حسينيون من أشراف وادي فاطمة، وحتى أسرة الحفناوي في مصر تنسب إلى آبائهم في قرية الحفنة، ولا أنسى أن قرية في غرب المدينة تقع بجبل الرس من جبال المدينة قرب ذي الحليفة ولعلّه من تضاريس الجماء أو العير وقد تأكد لي ذلك من خلال بحث الابنة أميرة المداح في بحثها الموسوم بعنوان ((العثمانيون والإِمام القاسم بن محمد بن علي في اليمن)) وهذه القرية خرج منها أئمة اليمن الذين تم لهم سلطان الإِمامة في اليمن وهم الأشراف الرسيون.
أما الذين سادوا في جهينة، فلأنهم مكثوا فيما ورثوا من أملاك جدهم الإِمام علي كريم الوجه رضي الله عنه ويعرفون بهذا (ذوي هجار) ومنهم الأسرة المالكة في المغرب..
وهكذا كان الأمر بين الحاكم التقليدي تشريفاً له بينما السلطان للأيوبيين أو الفاطميين أو المماليك. وحينما تم للسلطان سليم العثماني النصر على الطوائف دخل كل العرب تحت سلطان العثمانيين ولم ير المسلمون والعرب أن في ذلك استعماراً، وإنما كان سلطان مسلم لعلّه يمتاز بالوحدة التي ضمت الجميع أكثر من ملوك الطوائف الذين كانوا عاجزين عن صد التتار ومقاومة الصليبيين، والعثمانيون لهم فضل لا ينكر، صمدوا أمام تيمورلنك وحجزوا الصليبيين أن لا يعودوا، كما أنهم أضعفوا انتشار التشيع في قبائل العرب، وإن بقي في اليمن وإن بقي في الحجاز، فقبائل العرب شرق المدينة بقي فيها التشيع كما بقي داخل المدينة وفي العوالي وما إليها كذلك..
إن إطلاق اللسان باسم القومية على العثمانيين بأنهم استعماريون غض من الجامعة الإسلامية، بل أصبح الآن كأنه الرفض للجامعة الإِسلامية، صفقت للقومية العربية، ولكني الآن وبالحال الذي نحن فيه شلت يدي إن صفقت لهذه الإِقليمية..
مقدمة لا بد منها، ليس هي كل التاريخ وإنما هي ملامح من استقراء التاريخ، لأجد نفسي أسجل ذكريات عن أربعة عهود عثمانية، عهد عبد المجيد وعهد عبد الحميد وعهد محمد رشاد وعهد الاتحاديين، وإن كان يحسب من عهد رشاد، لا أذكر أثراً في المدينة قبل هذه العهود، لأني أجهله، فمثلاً ليس للسلطان محمود فيما عرفت أثر إلا المكتبة المحمودية، ويمكن التجاوز عن تركة محمد علي لنعدها من آثار السلطان محمود، كالباب المصري مثلاً، وباب الكومة ومدرج العنبرية، كبرزخ يصل داخل المدينة بخارجها، أعني العنبرية..
أما السلطان عبد المجيد، فله الأثر المحمود والأثر الآخر غير المجحود، فأثره المحمود هو بناء المسجد النبوي، بناء أصبح تحفة، زينة قام على تنظيمه وتنسيقه مهندس عظيم لا أدري أهو سنان باشا ومعه مهندسون وبناؤون امتلكوا الذوق فبنوا المسجد على طراز (أيا صوفيا) فأيا صوفيا هي الكنيسة الكبرى في اسطنبول حولها إلى مسجد مما يعطي محمد الفاتح أنه في عداد الفاتحين، لأن أمية وسيف الدولة والسلاجقة وآل بويه والأيوبيين والمماليك لم يستطيعوا إسقاط روما الشرقية، فالذي أسقطها وجعل بيزنطة اسطنبول عاصمة مسلمة تعمر بالمساجد، وما كان إلا محمد الفاتح، فعيب أن نعد الملك الخامس في ملوك الإِسلام مستعمراً تركياً، فهل أنا الذي وطأني الاستعمار إنجليزياً وفرنسياً وإيطالياً ويهودياً وروسياً حين أصبحت المستقطب له أفتح أشداقي أتشدق على الذي أنهى حكم الرومان من أرض الإِسلام؟
السلطان عبد المجيد الذي بنى المسجد النبوي لم يبخل على المهندسين بشيء، لا أدري بماذا أصف المهندس الذي حرص وقد نصب الأسطوانة الجديدة تقوم عليها القباب، كيف لم يبعدها عن الأسطوانة القديمة، فكل الأسطوانات القديمة أزيح شكلها بناؤها وبقي وضعها وموضوعها، فمثلاً أبقوا أسطوانة أبي لبابة رضي الله عنه وغيرها، لم يأخذهم العجز أن يسأموا وإنما أخذهم الفن والذوق والتاريخ أن يستاموا. المسجد النبوي قلنا إنه على طراز بيزنطي، كآيا صوفيا، لا أدعي أني أطرح هذه المعرفة من علمي أو فهمي أو ذوقي، وإنما علمنيها أستاذ ومهندس، فالأستاذ هو شيخنا محمد عبد القادر الكيلاني التونسي المصري التركي اليوناني المديني، أخبرني أن المسجد النبوي على طراز رومي بيزنطي، كما آيا صوفيا، فقلت له لئن أضفت لي معلومة فقد أضفت لي مفهومة وهو أن المهندس حين رسم الطراز تجنب أي شبهة تجعل هذا البناء كأنه آيا صوفيا، يعني أنه رسم الفن وصب فنه على الفن..
أما المهندس الذي أكد هذا الخبر فهو المهندس المصري البارع راشد رستم، عرفته فأكد هذا الخبر، ولكن أريد أن أسأل المدينة شيبا وشباباً هل عرفوا أن الأسطوانات ذات اللون الأرجواني جلبت من بعيد؟ أم هي حجر المدينة؟ اليقين عندي أن أكثرهم لا يعرف، هذه الأسطوانات الأرجوانية من الحجر الرملي ليست صواناً ولا مرمراً، قاسية نوعاً ما، لينة بكل عطاء الماء، أتدرون من أين قطعوها؟ إنها في داخل (الجماء) لو سرتم إلى آبار علي وملتم إلى اليمين تدخلون في دحال أو شعاب الجبل الجماء فستجدون مقاطع هذا الحجر رأيتها وكبرت، أحترم القوة التي تفعل وأصفق للذوق الذي انفعل، الجماء هي الجبل على حافة العقيق من الغرب طولها من آبار علي إلى الطرف الأول من باحة الأعياص أي سلطانة أي مجمع الأسيال أي مكان الجامعة الإسلامية، هذه الجماء هي التي عناها سعيد بن العاص صاحب القصر الذي ترمل لا بفقد زوجة وإنما هو الأرملة نفسها، كأنه اليتيم لم يبق غيره حوله، رأيتها جداراً أو جدارين أكل منه الزمن، كبناء ولكن الزمن لم يأكله كتاريخ، قال الأمويون له وهم في دمشق: تعال إلينا، فقال:
القصر فالنخل فالجماء بينهما
أشهى إلى القلب من أبواب جيرون
فجيرون من أسماء دمشق.
أما الأثر الثاني للسلطان عبد المجيد فليس هو عطاؤه للسيد صافي الجفري بين البيوت الكبيرة في الساحة، وإنما كان حين صك الريال المجيدي، أنهى به التعامل بالريال الفرنسي، لأن هذا الريال الفرنسي قد جلبته الحملة الفرنسية على مصر والشام، أعني حملة نابليون، فجزيرة العرب هي التي بقي التعامل لديها بالريال الفرنسي لم تتعامل به مصر ولا الشام، بل كان التعامل به في نجد والحجاز واليمن، وهو ليس ريالاً فرنسياً وإنما هو ريال نمساوي فالصورة التي عليه هي صورة الإِمبراطورة (ماري تريزه) إمبراطورة النمسا، أم الإمبراطورة (ماري أنطوانيت) فهي التي قصلتها الثورة الأفرنسية على المقصلة..
وهكذا تفعل الغوغاء:
تم طبع الريال الحميدي والريال الرشادي، كما شاعت العملة التركية الهللة واسمها يوناني (هالة لوه) كانت أولاً من النحاس ثم صارت من النيكل، والجنيه الذهب العثماني فقد عرفنا أشكالاً من الجنيهات الإنجليزي والعثماني والمسكوفي نسبة إلى موسكو والإِفرنسي واسمه (البنتو) إن العملة تطلق عليها أسماء المصدر أو الجالب فالجنيه في المغرب أطلقوا عليه اسم (لويزا) يعني لويس وبعض العامة يحسبون أنه تصغير (لوزة) إن الشام لم تتعامل بالريال الفرنسي ولكنها ورثت من حملة إبراهيم باشا على الدولة العثمانية يصل إلى سوريا ولبنان، فإذا هم يطلقون على النقد أو العملة في سوريا يطلقون (مصريات) في لبنان (مصاري) نسبة إلى مصر، وحتى إني كتبت مقالاً افتتاحياً في جريدة البلاد رداً على شيخ مسلم في لبنان بعنوان (لبنان المصاري أم لبنان المصير) أعجب الكبير فينا..
إذا رضيت عني كرام عشيرتي
فلا زال غضباناً عليّ لئامها
نأتي للسلطان عبد الحميد تولي الأمر يرث تركة مثقلة بالديون، كما هو تعبير سعد زغلول، ثورة في البلقان الجيش الروسي على أبواب الآستانة، استقلال داود باشا في العراق، الاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي الحرب في اليمن، مدحت باشا والدستور، مكث عبد الحميد ثلاثة وثلاثين عاماً، والأيام تلد كل يوم مشكلة. فاضطر إلى أن يكون صديقاً وحليفاً لألمانيا الإمبراطورية القوية فاستطاع بعون (بسمارك) ومطاوعة ((دزرائيلي)) رئيس الحكومة البريطانية أن يجتمع في برلين يطلبون من جيش الإِمبراطورة كاترين الروسي الانسحاب عن حدود الدولة العثمانية، وكان عبد الحميد قد أحاط نفسه برجال أربعة ظناً منه أنهم يسكتون أوطانهم عن الثورة عليه. وهم أبو الهدى الصيّادي شيخ الطرق الذي إذا أراد أحدكم أن يعرفه فليقرأ ولي الدين يكن في كتابه المعلوم والمجهول، وعزت العابد رئيس البابين يعني الديوان الملكي وهما شاميان أما الاثنان الآخران فهما السيد أحمد أسعد المدني ومحمد ظافر المدني الليبي، اتخذ منهما عوناً لتهدئة الحجاز وليبيا، ولعلّي أضع ترجمة لأسرة أحمد أسعد أخذتها من (قرمية الأنصاري) واسمها تحفة المحبين، ترجم الأنصاري لأسر في المدينة المنورة أضع هذه الترجمة الآن لأعقب عليها بعد بما فعل أحمد أسعد في الحجاز ومصر وبما فعل محمد ظافر في ليبيا وارثاً لما فعل أبوه حمزة ظافر.. وإليكم الترجمة للأسرة لنعرف أن أحمد أسعد لم يصل إلى هذا المركز من فراغ..
بيت السيد أسعد أفندي
((بيت السيد أسعد أفندي)) مفتي المدينة المنورة..
أصلهم أبو بكر أفندي بن أحمد بن عبد الله الأسكداري المجاور بالمدينة المنورة في حدود سنة 1040هـ قدمها على قدم التجريد والعبادة فنال بذلك الحسني وزيادة. سكن في رباط ((قره باش)) حتى صار شيخاً على الرباط المذكور. وأجرى شرط واقفه المسطور في جميعه الأمور. ثم خرج منه وتزوج الشريفة أم الهدى، أخت السيد إبراهيم المدرس المجاور الرومي. وأولدها السيد أسعد وأخاه السيد إبراهيم مات ولم يعقب في سنة 1115هـ.
وأما السيد أسعد المذكور فمولده كان في حدود سنة 1050هـ فنشأ وطلب العلوم من المنطوق والمفهوم، وبرع حتى فاق الأقران. وصار من الأعيان. وتزوج مريم بنت القاضي محمد مكي أفندي، ورزق منها عدة أولاد أمجاد، أكبرهم السيد محمد، والسيد عبد الله، والسيد إبراهيم، والشريفة فاطمة..
ولما رأى صهره محمد مكي أفندي [فيه] كمال الأهلية نزل له بمنصب الإِفتاء وعرض له إلى الدولة العلية، وذلك في سنة 1092هـ ثم رفع في سنة 1102هـ بالخطيب البري. ثم أعيد إليه ثم رفع في سنة 1116هـ بالشيخ حسن المنوفي المصري فتوفي معزولاً في 28 رمضان سنة 1116هـ فأما السيد محمد المزبور فمولده في سنة 1088هـ وجد واجتهد في طلب المعالي، فتولى منصب الإِفتاء بالمدينة المنورة في سنة 1118هـ إلى أن رفع في سنة 1125 بالخطيب عبد الكريم الخليفتي ثم سافر إلى الدولة العلية إلى أن استشهد ليلة المعراج 27 رجب سنة 1143هـ طعنه أحمد كحيلان بسكين عند رأس زقاق الزرندي فتوفي في 28 رجب.. وقبض على قاتله وشنق بباب المصري - قاتله الله تعالى..
وكان - رحمه الله [تعالى] - ذا أخلاق رضية وكمالات مرضية، يميل إلى الصالحين ويحب الفقراء والمساكين، وأعقب ولداً سماه عبد المحسن، وبنتاً سماها ((صالحة)) توفيت سنة 1187هـ..
فأما عبد المحسن فمولده في حدود سنة 1128هـ نشأ في حجر والده، وتزوج الشريفة نفيسة ابنة عمه السيد عبد الله.. وولدت له ولداً سماه السيد سعد الدين، مولده في سنة 1152هـ وقد تزوج الشريفة آمنة بنت السيد عثمان الصعيدي، ولم يولد له فلعلّه عقيم. وتوفي في ربيع الآخر سنة 1194هـ..
وللسيد عبد المحسن المذكور بنت أيضاً تسمى ((سعدية)) تزوجها عباس ابن الأخ علي الأنصاري، وهي موجودة الآن..
وله ولد أيضاً يسمى محمد من الشريفة فاطمة بنت مولاي المغربي الفيلالي. مولده سنة 1166هـ وتوفي في محرم الحرام سنة 1196هـ عن بنت قاصرة تسمى ((صالحة))..
ثم بعد وفاة السيد عبد الله تولى منصب الإفتاء السيد عبد المحسن.. وجاءته الرؤوس من شيخ الإِسلام وبقي مفتياً إلى أن امتحن في سنة 1182هـ بأن قبض عليه شاهين أحمد باشا وأرسله إلى مكة للشريف مساعد. ومثله السيد [سيف] كتخداي القلعة السلطانية سابقاً، وأحمد خضر، وعذيب وذلك في ليلة هلال رمضان بسبب غضب الشريف مساعد عليهم. فلما وصلوا إلى مكة وبخه الشريف بعد حبسه عنده أياماً إلى أن وصل الحاج الشامي فتشفع له عثمان باشا فسمح عنه الشريف ورده إلى المدينة بمنصبه، فوصل إليها في أول المحرم صحبة الحاج الشامي. وبقي بها إلى أن توفي في 28 محرم المذكور رحمه الله تعالى رحمة واسعة..
وأما أصحابه الثلاثة فأرسلوهم في الحديد إلى جزيرة القنفذة وحبسوا فيها إلى أن سمح عنهم الشريف فرجعوا إلى مكة في رجب الحرام. ما عدا السيد ((سيف)) فإنه توفي في البحر، ودفن بطرف الساحل..
وأما السيد عبد الله أسعد فمولده في حدود سنة 1090هـ ونشأ نشأة صالحة وجد واجتهد في طلب العلوم حتى بلغ منها ما يروم. وسافر إلى الروم في سنة 1135هـ وكان يدرّس بالمسجد النبوي.. وله نظم ونثر حسن وتولى الإفتاء بعد وفاة أخيه السيد محمد، وامتحن كثيراً من الأشرار ونفي في 4 محرم 1154هـ وتزوج الشريفة فاطمة المكية بنت السيد يحيى الأزهري، وولدت له محمداً في سنة 1144هـ وعبد الله في سنة 1155هـ ونفيسة، وأم الهدى، وعائشة..
فأما محمد فنشأ نشأة صالحة. وتولى الإِفتاء بعد وفاة ابن عمه السيد عبد المحسن من طرف الشريف، ولم يعرض له إلى الدولة، ولم يأته منهم تقرير فيها، فتوجه الخطيب تاج الدين الياس بنفسه إلى الدولة العلية وطلبها منهم، فوجهت له في محلول السيد عبد المحسن وذلك في سنة 1186هـ ثم رفعت عنه، ووجهت للخطيب عبد الله الخليفي بموجب أنه وكيل فراشة السلطان عبد الحميد في سنة 1188هـ وتزوج السيد محمد جفصة بنت الحاج عبد الله المغربي، وولدت له عدة أولاد وبنات هم اليوم موجودون على قيد الحياة..
وأما أخوه عبد الله فنشأ نشأة صالحة. وتزوج زبيدة بنت الشيخ أحمد ابن عثمان الحجار - ومات عنها في سنة 1175هـ..
وأما السيد إبراهيم أسعد فمولده في حدود سنة 1100هـ ونشأ نشأ صالحة. وكان يحب الصالحين والفقراء والمساكين، ويواسيهم بماله وحاله. وتزوج على الشريفة زينب بنت السيد يحيى الأزهري.. وولدت له بنتاً سماها سعاد. وتزوجت على الخطيب عبد الرحمن الخياري، وهي والدة ولده الخطيب علي الخياري. وبعد وفاتها تزوج الشريفة فاطمة بنت السيد أحمد ميرزا. وكانت عاقراً، ثم تسرى على جارية حبشية اسمها حبيبة، ولدت له ولدين ماتا مراهقين في عام واحد. وتوفي سنة 1180هـ..
وأما الشريفة فاطمة الأسعدية فتزوجت على السيد عبد الله السقاف باعلوي وتوفيت..
ملحوظة:
أستاذنا السيد محمد صقر كان واحداً من الأئمة المالكية وليس السيد أحمد صقر الذي كان من الأحناف كما ورد في حلقة سابقة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1328  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 686 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.