فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الكاتب الكبير محمد حسين زيدان في محاكمة.. ذاته! محاكمة الذات اليوم.. تثير ارتباكي.. لأنها تجعلني أقف أمام أستاذ لعدة أجيال وفيلسوف.. تخضع الكلمات بين يديه فهو لا يركض وراء المعنى.. لأن الحروف تأتي إليه طواعية ليشكلها كما يريد لها أن تكون..، في المعنى والقالب الذي يريد!! إنه الكاتب والفيلسوف الكبير الأستاذ محمد حسين زيدان.. إنه كاتب يتميز بقدرات لا نعهدها فيمن يكتبون.. لا يمزق الورق.. لا يشطب.. لا يمحو حتى ما هو مدوّن على صفحات فكره لا يموه الكلمة والمعنى.. في زحمة الحروف..! لا يخفي نفسه وراء السطور.. فنفسه حقيقة معلنة.. وأفكاره تفلسف رؤيته.. وخبرته بالحياة.. فنشعر معه أننا لا نقرأ فكراً فقط بل نشهد في هذا الفكر.. الحكمة! كما أنه ليس قلقاً.. أو متوتراً.. وإن كان فهو صراع الفكرة مع الحقيقة ولكنه ليس صراع النفس.. وإن كان فقلق النفس على الحقيقة! وعندما نسأله.. لا ننتظر الإجابة.. بل نندهش لأننا نشعر معه بأنه أعطانا.. قبل أن يأخذ منا..! وعندما نجلس معه.. لا نرقب أصابعه على القلم والورقة.. بل نجده يتطلع إلى البعيد.. كأنما يفتح كتاب الحياة ليقرأ لنا منه ما يغمض علينا.. فنفهم ما لا نفهمه بعد منها..! مما يشعرني بأنني لا أجلس مع شخص أو كيان واحد.. بل أشعر بأنني أجالس الحياة وحركة التاريخ تفيض في هذا الشخص! لذا فإنني اليوم عندما أستأذن في الدخول.. وفي الخروج أشعر بأنني دخلت.. وخرجت من بوابة التاريخ!! والآن أستأذنت في الدخول.. وطرقت باب التاريخ.. وبدأت بأول سؤال في المحاكمة..، ولأول مرة أشعر بأنني مع مثل هذه الشخصية.. لا أحتاج أن أقول هل أنت على استعداد لمواجهة الأسئلة.. والتلميح بالاتهامات! بل كنت أسمع نفسي وهي تقول لذاتي.. هل أنت على استعداد؟؟ هل استحضرت نفسك على هذه المواجهة.. مع أستاذ كبير لعدة أجيال؟؟ كنت أنا في حاجة للاستعداد النفسي.. في هذه المحاكمة اليوم!! وحسمت الصراع والقلق.. وطرحت أول سؤال. الأستاذ زيدان.. لو أمامنا الآن مرآة وطلبت منك أن تحدق فيها فماذا ترى.. هل تطيل التحديق.. أم تشعر في لحظة أنك تريد إطفاء النور..!؟
طباعة تعليق  القراءات :850  التعليقات :0
صفحة 733 من 1092

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج