شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ذكريات الزيدان
أخذ الكثير من أدبائنا المعاصرين في هذه الأيام يدبجون مذكراتهم وتجاربهم في مسالك هذه الحياة الواسعة إن طالت أو قصرت ولكن كما قال أستاذنا محمد حسين زيدان في ذكرياته التي ينشرها تباعاً في جريدة عكاظ: ((الذكريات ليست إلا جغرفة للأرض.. إلى أن قال: أكتب هذه الذكريات ليس فيها الأنا وإنما كلها النحن)) وذكريات أستاذنا الزيدان هي عن أطهر بقعة في هذه الأرض وأكرمها عن مدينة النور والضياء، طيبة الطيبة بلد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم في عهد الدولة العثمانية والعهد الحميدي والعهد الرشادي ثم عن الأشراف ثم أطل على عهدنا هذا عهد الكيان الكبير المملكة العربية السعودية. وأجمل ما في هذه الذكريات أمانة تاريخية صادقة أوردها أستاذنا وأثبتها لهذه الأجيال والأجيال القادمة إذ يقول: ((من ذلك اليوم السبت التاسع من جمادى الأولى سنة 1344هـ أصبحت المدينة تعيش الأمن والاستقرار، آلاف الحجاج يصلون في المسجد بلا إتاوة ولا خفارة ولم تستقر أحوالها ولم يتسع مجالها ولم يأمن رجالها إلا حين رد لها الاعتبار عبد العزيز بن عبد الرحمن)).
لعلّنا نلمس في هذا التاريخ شيئاً جديداً لم يتطرق إليه أحد من قبل من كتّابنا ونلمس الجمال والصدق في الأمانة التاريخية التي أوردها وسجلها وأثبتها صاحب اليراع الجاد والكلمة المجنحة أستاذنا الزيدان الذي ستظل ذكرياته سفراً ومرجعاً هاماً من المراجع الهامة في المكتبة السعودية عبر تاريخنا الطويل، وجاءت الذكريات الأمينة أثراً مستقلاً متكاملاً لحقبة تاريخية من تاريخ المدينة دبجها يراعه بثقافته الغزيرة والواسعة ومطامح شيخوختنا الناضجة، فبارك الله فيه وأطال في عمره وكلمة حق نوردها هنا أمانة للتاريخ أن شيخنا الزيدان خير من يستحق الجائزة التقديرية وهو أهل لذلك لما تركه لنا من الأثر في دنيا الأدب السعودي وهو سمة بارزة وقمة من قمم أدبنا المعاصر في التاريخ، فهو الذي واكب النهضة الصحفية السعودية من السفح إلى القمة وتمرس في مجالاتها العديدة وعمل فيها رئيساً لتحرير جريدة البلاد. ويعمل في وقتنا الحاضر رئيساً لتحرير مجلتنا الغراء ((الدارة)) ولا يزال شيخنا الزيدان عنده العطاء والعطاء وإذا جلست معه يحدثك عذب الحديث في شؤون الحياة وأخبار الأولين والحاضرين فهو بحق موسوعة علم ومعرفة ونتيجة قراءته الكثيرة من بداية حياته وهو شاب لمختلف أمهات الكتب ولا سيما التاريخ القديم والجديد، وأعظم نعمة على الشيخ الزيدان أنه يتمتع بقوة الذاكرة وحضور البديهة، أدعو أن يطيل الله في عمره ليعطينا الكثير والكثير.
عبد الكريم محمود الخطيب
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1546  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 727 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج