شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
القومية العربية ((6))
وسبق فيما كتبت قبل هذه عن القومية العربية وكيف أماتوها، ومن هو الذي أماتها؟ حتى إذا نبغت الطورانية قومية تركية تنابغت القومية العربية في الشام وفي سوريا بالذات وفي العراق، بعامل التداعي وبما أملاه الوقت. أما غير هذين العراقين، دمشق وبغداد، فلم يكن هناك ذكر للقومية العربية، ولئن ذكرت في مصر كخبر فإنها لم تذكر على لسان أي مصري كدعوة إلا حين نبغ عبد الرحمن عزام باشا، فالطورانية التركية التي اعتزمت تتريك الشعوب العربية في كل مدارسها، أثارت الشعر كأنما الاتحاديون وقد أمسكوا بسلطة الدولة العثمانية أرادوا أن تكون الشعوب العربية ليست محمودة الطاعة للسلطان العثماني، وإنما ما يحمد للعرب هو أن يصبح شعباً تركيًّا هذا ما أثارها، أعني القومية ولكن من أعانها حين خانها الاتحاديون، أثارهم الإنجليز، أغرى بها وأعانها وما كان يدري القوميون أن سيكون وعد بلفور وأن ستكون المعاهدة الغادرة (سايكس بيكو) التي وزعت تركة الرجل المريض.
وكانت سيوف العرب وكل ما أنبتت أرضهم قوة لإنجلترا وفرنسا، وهكذا الحماسة دون دراسة بعثرت القومية العربية، أصبح كل من الشام والعراق وما إلى ذلك في يد أصدقاء القومية، في الشام فرنسا في العراق إنجلترا، والغريب أن تاريخ القومية لم يكتب بعد كيف كان شكيب أرسلان خصماً لها ثم أصبح أحد دعاتها، وكيف كان ياسين الهاشمي من دعاتها لكنه الجنرال العسكري لم يتخل عن الوفاء للدولة العثمانية ثم تحلى بالوفاء بالقومية العربية وذهب ضحايا من أهل الشام على مشانق جمال باشا، بل ذهب كثير من الضحايا الذين لا ذنب لهم من أهل المدينة المنورة، خلت بيوتهم، يرحلون الأمهات بلا آباء أو يرحلون الآباء بلا زوجات، ظلم بشع، فحين تتحكم العنصرية يكون هلاك من تعنصر ضد من تعنصر.
وفي الحجاز لم تكن النهضة باسم القومية، ولكن باسم الاستقلال عن الدولة العثمانية الحاضرة في الحجاز خسرت، وما كانت نصيراً لما جرى، أما القبائل فقد كانت هي النصير، فقد قال لورانس: لولا القبائل لما كان استقلال الحجاز، ولا بد من ملحة مقارنة أذكرها، فشعار القبائل حين نهضوا في الحجاز هو (ليلة السبت جاء علم وراح.. ركبت الخيل والسبع القبائل والفرنجي على مشروبها) بينما شعار القبائل في نجد كان (هبت هبوب الجنة وأين أنت يا باغيها)، وأخيراً لا تحسبوا أن قبائل نجد حجزها البطل الملك عبد العزيز عبد الرحمن عن المشاركة في استقلال الحجاز، فكثير من شيوخ القبائل في نجد كانوا مع النهضة وكان الكسب جلاء الأتراك وكثرة السلاح في يد القبائل ووفرة المال وراحة البال.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :761  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 678 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج