شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
القومية العربية ((5))
ونامت القومية العربية في عهد العباسيين والطوائف كما قلنا وكادت تنتهي فلا تكون لها صحوة في عهد العثمانيين، حيث كان الجميع في جامعة الإِسلام حتى مسلمو الهند ومن إليهم. وفي ظل الاستعمار البريطاني كان ولاؤهم للدولة العثمانية، وحتى مصر والأفارقة العرب كانوا كذلك، أما الوضع في اليمن فلم يكن قوميًّا وإنما هو الاستقلال.. وكان من الممكن للسلطان العثماني أن يرضى عن الوضع في اليمن بأسلوب الوفاق، كما قد رضي سلاطين بني عثمان وهم في أوج القوة بما يشبه الاستقلال في دمشق تحت سلطان بيت المؤيد العظم الذين دام سلطانهم في سوريا نحو مائتي عام، كانوا للدولة العثمانية، وكانت الدولة لهم. كما أغمضوا عينهم عما يشبه الانفصال عن الدولة في لبنان، لقد رضيت الدولة عن تنصر ((بشير الشهابي)) ولكنها زادت ((الطين بلّة)) فقد أشعلت الحرب بقيادة محمد علي باشا على نهضة نجد، نهضة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب واستنهاض آل سعود يناصرون الدعوة، ولم يكن الأمر انفصالاً عن الدولة وإنما كان الاتصال بدعوة السلف، وكان من مصلحة الدولة العثمانية أن تقوض الدعوة المسلمة وأن يتم الجمع المسلم على أمر واحد وفي ذلك تأييد للدولة. ولكن أخذ العثمانيون الأمر على العكس. فهم يريدون ألا ينهض العرب، كما أرادوا أن يزرعوا الفتنة بين العرب.. فكم تجرعنا المرارة من الجفوة بين نجد، ومصر حتى أن نتناسى الجفوة ضد السلطان محمود، والدافع إلى ذلك قبل كل شيء هو حرب الطرفية ضد السلفية فلا اليمن ولا نجد كانوا القوميين.. غير أن القومية العربية قد اشتعلت في أرض الشام، بعد مؤتمر باريس وبإغراء الحلفاء، كما نهضت القومية في الحجاز؛ ففي الشام قومية محضة لا تكاد تسمع في تلك الأيام إلا اسم يعرب، قحطان، عدنان، كل الأناشيد عربية حتى إن صفي الدين الحلي الذي كان مغموراً أصبح مشهوراً بقصيدته ((سلي الرماح العوالي عن معالينا)) وبهذا البيت الذي أصبح العلم للقومية:
بيض صنائعنا سود وقائعنا
خضر مرابعنا حمر مواضينا
وما ثارت الشام ولا العرب إلاَّ بثورة ((الطورانية)) قومية تركية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :644  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 677 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.