شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
القومية العربية ((4))
وبدأ الضعف يأخذ ملك بني العباس فإذا ملوك الطوائف كل أمير للإمبراطور العباسي استقل بالإقليم الذي كان أميراً عليه سواء كان فارسيًّا أو تركيًّا أو كرديًّا أو عربيًّا (بنو حمدان) أو الفاطميون انتصر النفوذ لملوك الطوائف فإذا العرب ولو كانوا الحمدانيين أو الفاطميين لم يدع كل منهم القومية ولم يتداعوا في تضامن يجمعهم، فجاءت موجة التتار والصليبيين وموجة تيمورلانك، فلا قومية لأحد، ولكنه الإِسلام رغم هذا الشتات ورغم هذه الفرقة، ما زال هو القوي المنتصر بالحرب عليه. فلئن انتصر بالحرب أولاً فقد انتصر بالثبات من الشعوب المسلمة، نادت شعوب الإِسلام صلاح الدين العراقي الكردي المسلم الشامي المصري العربي ليهزم الصليبيين كما نادوا الملك مرتين، العبد مرتين المظفر قطز لينتصر على التتار، صلاح الدين في حطين وقطز المملوك الخوارزمي الشامي المصري المسلم صاحب الكلمة المنتصرة (واإسلاماه) فقطز حين انتصار عين جالوت، ونادت شعوب مسلمة فاستجابت لها المرأة شجرة الدر الجارية، زوجها الملك الصالح أيوب.. أيوبية الملك أخفت مرض زوجها.. تمنع الخور عن الجيش، بل أخفت موته فإذا هي تقود المماليك ومعها السيد أحمد البدوي رديفاً فإذا الإمبراطور الصليبي لويس التاسع يصبح أسيراً، كأن هي امرأة مسلمة قيدته بسجن في دار ابن لقمان.
دار ابن لقمان والقيد باقٍ والطوشي صبيح، وما أطلقوا لويس التاسع إلا بفدية، عجيب عن هذا الإسلام، ينتصر بالحرب عليه من أنصاره امرأة كانت جارية مسترقة، والأعجب أن رجالاً جاءوا بعدما كانوا على مائدة الاستعمار، ولكي لا نبخس الناس أشياءهم، فإن الوحدة المسلمة قد جمعتها اليد العثمانية التركية فقد صمد السلطان (يلدرم بايزيد) أمام تيمورلانك حتى استأسر ولكن تيمورلانك أطلق سراحه، ألأن كليهما مسلم أم لأن كليهما تركي، ونبغ السلطان محمد الفاتح يهدم دولة الروم يفتتح عاصمة الروم القسطنطينية، كما نبغ سليمان يطلق ملك فرنسا من أسر النمسا ولكنه وقد بلغ الذروة من القوة لم يبادر إلى نصر المسلمين في الأندلس مع أنه كان قادراً وهو المعني وقد عناه بذلك أبو البقاء الرندي في قوله:
يا راتعين وراء البحر في دعة
لهم بأوطانهم عز وسلطان
أعندكم نبأ من أهل أندلس
فقد سرى بحديث القوم ركبان
فالسلطان سليم ضم الأرض المسلمة فحال دون الصليبيين ولكن الأيام دول، حين اشتد الأمر على الدولة العثمانية وحين اشتعلت قوة أوروبا تناهش الأباطرة أقاليم الدولة العثمانية، القيصر ضم تركستان والقوقاز، وفرنسا صالت وجالت في المغرب العربي، وكأنما روسيا بما أخذوا وفرنسا بما أخذت مهدا الطريق للاستعمار البريطاني، فذهب فاحتلت مصر، ونهبت إيطاليا ليبيا ولكن الدولة العثمانية ما بادت عراها إلا حين نبغت القومية الطورانية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :718  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 676 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج