شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
القومية العربية ((3))
وتطور الإعراب عن القومية فبعد أن كان عن القبيل والشعب صار إلى أنه المقاومة. فالقوم هم الذين يغزون قبيلاً آخر عملية سلب ونهب: فقالوا القوم الفلانية غاروا على الفلانية فنهبوا حلالهم. هذا الاستعمال جاء بعد عصر الفرقة ولدى قبائل الصحراء بينما هو في القرآن الكريم هذه الآية: لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِنهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِن نِسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَْيراً مِنْهُنَّ (الحجرات: 11) فاستخلص النساء من القوم ليكون القوم هم الرجال وجاءوا بالشاهد من ديوان العرب شعر اللغة الشاعرة هذا البيت:
ولا أدري ولست أخال أدري
أقومٌ آل حصن أم نساء
فالشاعر صرف القوم على المقاومين الرجال وأخرج النساء من القوم، ولعلّ القرآن الكريم حين استخلص النساء وخصهن علمنا أن الأنثى كريمة لا يجدر بها أن تسخر من غيرها ولا يليق بأحد أن يسخر منها، خاص من العام تكريماً للقوارير، ومع هذا التطور فقد تعامل الشاعر العربي القريب بلفظة القوم على أنهم قبيلة شعبية:
لكن قوميَ إن كانوا ذوي نفر
ليسوا من الشرّ في شيء وإن هانا
كأن ربك لم يخلق لخشيته
سواهمُ دون خلق اللَّه إنسانا
ويأتي مهيار الديلمي فيرجع إلى الأصل في الاستعمال يطلقه على شعبه الفارسي.. فمهيار مولى الشريف الرضي اكتسبته العروبة شاعراً من الكبار في ديوان العرب لكنه قال فاخراً بقومه وبنفسه حين سألته من تريد معرفته فقال:
قوميَ استولوا على الدهر فتى
وبنوا بيوتهم في الشهب
فأبي كسرى على إيوانه
من له أب مثل أبي
قد جمعت المجد من أطرافه
سؤدد الفرس ودين العرب
وما كان في هذه شعوبيًّا وإنما هو قول شاعر.
وهكذا يتطور الاستعمال للقوم حتى إنا حفظنا هذا المثل (أخوك من أمك مثل الذهب في كمك وأخوك من أبيك مثل القوم إذا ينهبوك) ولأن وكما تقدم اشتعلت القومية في عصر أمية فقد ماتت القومية العربية في العصر العباسي ونبغت القومية الفارسية شعوبية حتى جاء المعتصم فإذا هي وبالمعتصم تضمحل الشعوبية الفارسية وتشتعل القومية التركية تخلص من الفرس واعتز بأخواله من الترك.. انتهى عصر البرامك وأبي مسلم وبدأ عصر الإفشين وبغى الذين وطئوا أرض العرب فأبادوا حين سادوا ولعلّي قبل أن أنتهي من هذه القومية أذكر بأن الأمين والمتوكل كانا ضحية القومية العربية.. فالشعوبية الفارسية انتصرت على الأمين؛ لأن المأمون كان لها والتركية قتلت المتوكل لأنه لم يكن لها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :687  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 675 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي

[الجزء الخامس - التقطيع العروضي الحرفي للمعلقات العشر: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج