شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
القومية العربية ((2))
والتكملة عن القومية العربية، كثيرة، كما أنها مثيرة، غير أن الكاتب يأخذ الموضوع بالحيلة، وكان ينبغي قبل المقال الأول، أن يكون هذا مقالي الأول، لأنه عن مبناها ومعناها، وكيف تطورت مما كانت تعنيه في الجاهلية الجهلاء، وما صارت إليه في جاهلية الصحراء، بل وما صورها لنا القرآن الكريم، الكتاب المبين الذي لا تفنى عجائبه، والسؤال هو: هل كان اشتقاقها من القيام، أو من المقاومة، أو من التقويم؟ سأترك العودة إلى المرجع، فليس لديَّ وقت للتراجع لأطرح ما أفقه من فقه هذه اللغة الشاعرة، فقد تكون القومية مشتقة من القيام، قام الرجل بالأمر، نهض لينفذ الأمر، أم هي المقاومة، أخذ الرجل يقاوم عن قومه، يقاوم الباطل ليستقيم الحق، فحتى الاستقامة دخلت في الاشتقاق، أو هي مشتقة من التقويم، يصفون القبيلة بقيمها من الكرم والشجاعة، والحفاظ على الشرف، ولعلّي لم أتخط الصواب في هذا، كما أني لا أزعم أني برئت من الخطأ.
وبعد ذلك، فقد قلنا في المقال السابق عن اشتعال القومية العربية في عهد أمية، لكن نصر بن سيّار أمير خراسان ما فاته أن يرى تحرك الفرس الذين تستروا بالدعوة لآل محمد، كما تستروا بأنهم الخراسانيون، لا تهرباً وإنما ليجمعوا كل من إليهم من شرق الخليج إلى حدود الصين، ولكن الخرسانية في الأفغان قد تناهت فإذا هي في وضع بريء من الشعوبية، لا يتبرأ من الحب، ولا يفرط بالبغضاء.
عرف نصر بن سيّار ذلك، ولكن القوم في دمشق ناموا عنه، فلم يرسل المدد، أو لعلّهم لم يجدوه، فقد غفت غسان وبهراء وكلب، فإن الشعوب يصيبها المرض إذا فقدت الغرض أو إذا أعرض عنها القادة ينشغلون بغرض السيادة.
وأنشد نصر بن سيّار:
أرى أثر الرماد وميض نار
ويوشك أن يشبَّ لها ضرامُ
فإن النار بالعودين تُذْكى
وإن الحرب أولها الكلام
أقول من التعجب ليت شعري
أأيقاظ أمية أم نيامُ؟
واشتعلت نار الشعوبية، عباسية الاسم فارسية الفعل، فكان وقودها (جسد وهام). فما الجسد وما الهام؟ وكيف كان صقر قريش؟ ذلك.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :664  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 674 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.