شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قومية العرب ومراحلها
ولئن قلت من قبل إن القومية شعوبية العرب والشعوبية قومية الفرس فإني اليوم أتطرق في وضوح عن مراحل القومية العربية؛ لأن هذا النعت أو هذه العزوة لم يتحدد لها وضع بعثر العرب إلا بعد أن انتقضت وحدتهم فإذا هم المسلمون نعم وإذا هم يعودون إلى القبلية أو حتى الأسرة أموية عباسية وفي المقابل علوية بعد أن كان العباسيون والعلويون قبالة بني أمية هاشمين قبالة عبشمين، جدهم واحد ولكن جدهم اختلف ولكن وجدانهم لم يأتلف، فالعرب قبل الإسلام لم يعرفوا لقب القومية تجمع قبائلهم، وإنما كل قبيلة قوم، ففي العهد السحيق قوم عاد، قوم هود، وما هم إلا عاد قوم هود، قوم صالح حتى إذا بادت عاد وهلكت ثمود عاد النسب إلى الجد دونما كلمة قوم كنعان فينيق أرام فراعين حمير (قوم المصعب ابن الحارث وهو ذو القرنين) سبأ التي نشأت عنها قبائل غسان بهراء. كل أزد السراء أزد عمان. أزد شنوأه كأنما كل ذلك ما زال هو المؤثر الذي تفرقت به العرب بعد مقتل عثمان بن عفان ذي النورين، رضي الله عنه، فمهما كانت الأسباب فإن الحمية والقبلية ومطامع الأسر هي التي جسدت قومية أمية، فحين استتب الأمر لبني أمية في الشام أول الأمر وفي دنيا الإِسلام كلها حين انتصر الأمر أمسك بنو أمية بالقومية العربية بقوة وعزيمة ومسيرة فلم يكن لغير العرب في مدة التسعين عاماً لأي قومية أخرى أو لأي فريق مسلم من غير العرب حول، ولا سلطان حتى إن أنجب بني عبد الملك وهو مسلمة كان جديراً لأن يكون ملكاً مثل الوليد وسليمان أخويه، أبوهم عبد الملك بن مروان غير أنه لم ينل ذلك وهم يعرفون نجابته قائد جيش يحاصر الآستانة (قسطنطينية) عاصمة الروم لم ينل الملك؛ لأن أمه لم تكن عربية صليبة ولعلّه قال قبل المعري:
هذا جناه أبي عليّ
وما جنيت على أحد
وحتى إِن هشام بن عبد الملك وهو أخو مسلمة أيضاً عيّر عليًّا زين العابدين بن الحسين بن علي يكتب إليه قائلاً (إنك لا تصلح للخلافة فأمك جارية) عيره بأمه مع أنه يعرف من هي، إنها شهريار أبوها كسرى يزدجرد أسرت مع أختيها ولكن أبا حفص الفاروق عبقري هذه الأمة صوان الوحدة المسلمة الأعيسر بن الخطاب عمر استعظم أسرهن فأخذته الرحمة عليهمن فأعتقهن وزوَّج الحسين بن علي أم علي زين العابدين سماها الحسين غزالة والثانية زوّجها ابنه عبد الله بن عمر فأنجبت سالماً حبيب أبيه (جلدة بين الأنف والعين سالماً) وزوج الثالثة محمد بن أبي بكر الصديق، بنات الملك الفارسي تزوجن خير شباب العرب ومن خيار المسلمين ومع هذا أبت قومية هشام إلا أن يعير ابن عمه، وإن بعد بأمه وهي بنت كسرى وبهذا كله ومن هذا كله اشتعلت قومية الفرس شعوبية فتوسلت إلى غاياتها وما تلك الغايات إلا تحطيم القومية العربية فوجدوا طلبتهم يميلون إلى بني العباس لما يئسوا من استجابة جعفر الصادق لهم، فإذا شعوبية الفرس تنتصر بسيف عربي عباسي أسقط ملك أمية ووضع السيف ورفع السوط فذابت أمية لولا أن عبد الرحمن الداخل نجا بأعجوبة، صاحب الملك في الأندلس.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :783  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 673 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج