شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قالوها.. فلنقل عنها
وقالوها فلنقل عنها.. وتلك كلمات جاد بها عقل المفكر إنساناً لم يأكله تعصب الكهنوت ولم يتآكل على كرسي الاعتراف فلأقل عنها.. لا أتخير ولا أتحير بدقة التوقيت وإلى القارئ شرح ذلك.. فلقد قرأت للعلامة السلفي السيد محمد رشيد رضا الطرابلسي اللبناني المصري.. فقد ذكر أن مفكراً ألمانيًّا يعرب عن فرحه بأن الإِسلام لم يصل إلى شعبه ولم ينتشر في أوروبا.. قال: لو لم تشتعل حرب صفين بين علي ومعاوية ولو لم تنتشر الفتنة حين ذاك لوصل العرب يحملون إسلامهم إلى أوروبا كلها.. وكأنما السيد رشيد رضا أورد هذا الخبر في حسرة العالم المسلم الذي كان يحب أن ينتشر الإسلام في أوروبا وما إليها، ولعلّي حري بأن أقول: إن معاوية وقد استقر له الملك في الشام لم يتأخر عن نشر الفتح، فالمغرب كله حتى الأندلس كان في عهد بني أمية والمشرق حتى شمال الصين عن التركستان الشرقية كان بقيادة الباهلي قتيبة في عهد بني أمية.. بل حاصر الجيش الأموي مرتين القسطنطينية أي إنه حجز إمبراطورية القيصر.. تلك حقيقة التاريخ لا تحجز العواطف، ولا تشفع للفتنة، فليت الفتنة لم تكن.. وفولتير الفيلسوف الفرنسي وقد كان ملحداً يسخر بالكهنوت ويرفض كرسي الاعتراف، لكنه وهو يعرف فلسفة التاريخ ومسيرة التاريخ.. وتاريخ الفلسفة قال الكلمة كلها الثناء على محمد رسول الله صلَّى الله عليه وسلم لم يكن مؤمناً به وإنما كان معظماً له.. كفرت عواطفه وما أنكر عقله، فقد ذكروا له لوثر وكالفن وهما اللذان سخرا من كهنوت الكاثوليك ورفضا طاعة البابا، حين ذكرا هذين له كمؤسسين للبرتستانتية مذهباً جديداً في النصرانية يخرجان به من صكوك الغفران وشراء النار وبيع الجنة ذكروا له هذين فقال: دعونا من هذين إنهما لا يصلحان حذاءين (( لنعال محمد )) .. كلمة عقل لم تنحرف بها عاطفة ولو كانت ملحدة، فالإلحاد ليس عقلاً بل عاطفة بل إن عاطفة الملحد هي إيمانه بالفكر الذي ألحد به.
والمؤرخ الإنجليزي توماس كارليل في كتابه عن الأبطال هداه عقله المؤرخ المنصف ألا يرى البطل كنبي بينما هو مسيحي إلا محمداً النبي.
فقد قال محمد مخلص والمخلص لا يكون كذاباً، الكذاب لا يستطيع أن يبني بيتاً من الطوب ومحمد بنى بيتاً ضم ربع سكان الأرض.
والكاتب الشهير جورج برناردشو وقد كان على الذروة بن الكاتبين العالميين قال حين وصل إلى الشرق الأقصى: لو لم أعرف أن الإسلام ورسوله محمداً حقيقة واقعة لأنكرت تلك الحقيقة حين أرى المسلمين اليوم على حال ليس كحالهم الأول..
والأمريكي دكتور فان ديك عميد الجامعة الأمريكية في بيروت رفع صوته يقول لطلابه (أشهد أن القرآن كلام الله.. ليس هو كلام محمد.. لأن محمداً حين نزلت هذه الآية وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ (المائدة: 67) صرف حراسه فلم يعد يحرسه أحد لأنه مؤمن بأن حارسه الواحد الأحد.. فلو كان القرآن من عنده لما صرف حراسه.. إنه رسول لا يكذب).
وأمريكي آخر بالأمس القريب ترجم كتابه أنيس منصور عدّد عظماء الإنسانية مائة فلم يجد أولهم إلا محمداً.
أليس من الحق أن نقول إن هؤلاء الكافرين بمحمد سخرهم الله ليعلموا الذين لم يعرفوا أن رسول الله محمداً خاتم الرسل صلَّى الله عليه وسلم مبعوث من الله رحمة للعالمين؟
هؤلاء ما أفرطوا بتزيّد القول وما فرّطوا بعدم القول الحق.
محمد رسول الله منّ الله عليه حيث أكمل الدين وأتم النعمة وحيث مرة أخرى أدى رسول الله الأمانة وبلغ الرسالة صلَّى الله عليه وسلم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :808  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 665 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.