شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
غورباتشوف في الصين سلم المصالح لا حرب المبادئ
والانفراج في العلاقات الدولية سلط على وجود إمبراطور الكرملين.. ميخائيل غورباتشوف في الصين شيئاً من الاسترخاء، فلم يكن قد أحدث ضجة عالمية، ولم يكن خروجاً أحدثته المفاجأة وإنما كان حدثاً لم يكن وليد الانفراج وإنما هو من صناعة السلم تفرضه المصالح.. فقد ذهب خشية الحرب بين الصين وروسيا يوم كانا في حزام الشيوعية المحضة.. (( بلشفية )) ستالين و (( منشفية )) ماوتسي تونغ وشون لاي. يوم كان التوتر بينهما جلبه الاختلاف الأيديولوجي تنبأ برتران راسل المؤرخ الإنجليزي به بما كتبه في نظرية ذات شقين حيث قال: (( لن تقع حرب بين إمبراطورية الكرملين وإمبراطورية البيت الأبيض، لأن خلافهما على المصالح.. ففي الإِمكان المصالحة من أجل المصالح. ولكنها الحرب ستقع بين الصين وروسيا لأنها حرب على المبادئ.. فالأيديولوجية لا تخضع للمفاوضات وإنما إخضاعها بالحرب )) ..
ومضت ثلاثون سنة والتوتر على صورتيه: صورة الخلاف المذهبي، صانع الحرب، وصورة اختلاف الجارتين على الحدود.. فالصين لا تطيق تسلط النفوذ الروسي على منغوليا وكوريا الشمالية وتخشى على منشوريا وعلى التركستان الشرقية.
فالمبادئ قد انتهت.. فإذا الرغيف والدولار يطردان المنجل والمطرقة.. فإذا الفروع تنبت على الجذور وإذا الانفتاح على الغرب اقتصاديًّا يقرّب بين الصين وروسيا.
كلاهما قد تخلى عن العزلة والاعتزال. فإذا غورباتشوف يمد يده إلى واشنطن وإذا ريغان يبسط يده إلى غورباتشوف.. وإذا غورباتشوف يبتسم للصين، وإذا الصين تستقبل غورباتشوف، فحين زال التوتر المذهبي انطلق الوفاق من أجل الرغيف والدولار فلا توتر ولا قطعة وإنما هو تطبيع العلاقات..
فلئن سبقت الولايات المتحدة الاتحاد السوفياتي في مصالحة الصين.. فإن الاتحاد السوفياتي قد وضع المصالحة الأمريكية الصينية موضع التنفيذ حين مشى إلى بكين من أجل السلم لصيانة المصالح، ورفض الحرب تفرضها صولة المبادئ..
إن تاريخ هذه الأيام سيعطي غورباتشوف أنه صانع الانفراج العالمي ولن يبخل على الصين والولايات المتحدة بأن استجابتهما للسلم سيكون منها الخير إذا صدقت روسيا بترك الأفغان والاسترخاء مع كوريا، وإذا اتضح لأمريكا خطأ موقفها مع العرب، وإلاَّ فالسلم بين الأباطرة قد تلعب به الأحداث الصغيرة من هذه الحروب الإقليمية التي مازال الاتحاد السوفيتي يمارسها على الشعوب الضعيفة ومازالت الولايات المتحدة تمارسها لحساب اليهود على الشعوب العربية ولا تسأل عن صداقة العرب الذين ملكوا طاقة الصبر حتى الآن.
وهكذا صحّت نظرية برتران راسل. فإذا السلم تفرضه المصالح وإذا الحرب قد يفرضها خطأ المبادئ.
ولعلّ من الصواب أن نستدرك حول التعريف للبلشفية والمنشفية التي أول ما سمعت عنهما وأنا نائم على كرسي القهوة في المعلاة إبان الصيف، وجاء من ينادي ((كابوس، كابوس)) فإذا هو رجل هندي طلبته وأجره نصف ريال للمساج ((الكابوس)) وأخذ يتحدث عن الشيوعية فعرفت منه البلشفية والمنشفية ولم يفسرها التفسير الواسع ولكن صديقنا ومن أملي عليه يفصل لي الفرق بينهما.. فالبلشفية تعني الأكثرية داخل اللجنة المركزية للحزب والمنشفية تعني الأقلية.. وقد برز المصطلحان عند انقسام الحزب الاشتراكي الديمقراطي قبل الثورة أي الشيوعي بعدها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :721  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 664 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج