الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

العاهل..والشاعر في الجاهلية

والعاهل هو سيف بن ذي يزن الملك في التاريخ، والزعيم بلا ملك حين صنع التاريخ، والشاعر هو الملك الضليل ذو القروح امرؤ القيس، فحين نستقرئ التاريخ، نجد سيف بن ذي يزن يعاب، وإن جلب الفرس يحكمون اليمن، ولكننا نجد امرأ القيس لا يثاب ولا يعاب؛ كتبوه شاعراً وكتبوا قصة رحلته إلى أنقرة يطلب المدد من قيصر الروم ((إنا لاحقان بقيصر)) يرجو منه أن يثأر لأبيه حجر بن عدي آكل المرار، كندي، عرف أن في قحطان ملوكاً، فكيف لا يكون حاملاً لقب الملك على قبيلة عدنانية في عالية نجد اسمها أسد، قتلوه، فإذا امرؤ القيس ورث خاله المهلهل يريد أن يشعل الحرب على أسد، لم يجد عوناً من قبيل عربي، فخاله المهلهل جنّد تغلب على بكر ليثأر لكليب فإذا هي حرب البسوس، التي كدرت النفوس وجلبت البؤس على وائل كلها. فسيف بن يزن استصرخ الأكاسرة حين أثار حقدهم على الروم يريد منهم أن يعينوه ليطرد الحبشة من اليمن واستجاب المجوس يخرجون النصارى، فالأحباش كانوا مستقطبين لروما الشرقية. فما أشبه الليلة بالبارحة وطردوا الحبشة، فإذا التاريخ لا يعيب سيف بن ذي يزن لديه خدم من الجن (الراهق الأسود) فصوروا أنه الفرعون الأول يصل إلى النوبة فيأمر الراهق الأسود أن يفجر الصخور ليعبر النيل مشمئلاً لتكون مصر من صنعة النيل مع أن سيف بن ذي يزن هو ذلك، فهو قريب من عصر عبد المطلب بن هاشم، لا جنية لديه ولا هو ذو جَنان يعمّر الجِنان من نيل مصر.

هذا مجد بن ذي يزن ما كان عيباً لديه ذلك، فأولاد جفنة أولاد عمه في الشام مستقطبون، وأبناء عمه في الحيرة مستقطبون وإن حملوا لقب الملك.

أما امرؤ القيس فما نجح مسعاه، فالشقة بعيدة على الروم وقبائل الصحراء لا ترضى أن يطأ أرضها رومي، ولكنه عاد وقد أصبح ذا القروح، أصابه الشجر يعني الزهري، أصابته العدوى من عدوانه على نفسه.

كان هذا الحال قبل الإسلام، فماذا صنع العرب حين أسلموا حين توحدوا؟ لقد صنعوا إمبراطورية عظمى نعرفها، فمازال الإِسلام في قلوب المسلمين من أهلها شرق الهيملايا وعلى شاطئ الأطلس وعلى الحزم من جبال (البرنات).

فالإسلام أعز العرب ورفع عنهم الاستقطاب حين حرر.

وخاطرة لا أنساها، ففي مدينة أصفهان وفي إيران أسرة تحمل هذا اللقب (ذو يزن).