شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أمن الحرمين.. يتصدى ولا يتعدى
والسؤال أطرحه. دعاني إليه الوقت وقد أقبلت الأشهر الحرم. تستقبل الحجيج. شدوا الرحال إلى أداء الحج وإلى الصلاة في المسجد النبوي.
فالحديث عن ذلك كإجابة لهذا السؤال. لا أريده قاصراً على هذا الوقت الذي برز فيه تحدي كهنوت مسلم لأمن الحرم، فليست العقيدة تأمر بذلك. فالمسلم أخو المسلم والحرم أمن المسلم وأمن الحرم أمان للمسلمين.. يؤدون فريضة الحج.
لقد كثر الكلام عن نوايا العابثين في هذا الوقت. كأنما هي العودة إلى ما جرى من زمن بعيد.
فمن اليوم الذي اغتالوا فيه ذا النورين والذي خرج فيه كريم الوجه من المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى فما زالت المدينة المنورة ومكة المكرمة عصمة المسلمين؛ لأن الحرمين هما العصمة والاعتصام.
من ذلك اليوم لم يشهد الحرمان الشريفان الأمن من عبث الفصام والخصام، فالأمن في حياة النبي سيدنا محمد خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام،. وفي عهد الخليفتين بعده سيدي أبي بكر وسيدي عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، هذا الأمن قد أُهدر بعد اغتيال عثمان رضي الله عنه كما ذكرت، فحياة عثمان أولها همٌُ كمن سبقه وآخر حياته خرابها.
فما بنيت الأسوار إلا لصد العابثين حتى إن ملوك الطوائف بنوا المساجد والأسوار، وعجزوا أن يبنوا الأمن، ففرضوا الإِتاوة، للتأمين، وكذلك الخفارات، حتى إن الفقهاء أجازوا الخفارة للضرورة التي دعت إليها ولإزالة الضرر الذي ما استطاع ملوك الطوائف أن يزيلوه حتى إن الدولة العثمانية وقد بلغت شأواً بعيداً عجزت عن صون أمن الحرمين.
الأسوار ما ينبت لصد الصليبيين والتتار إنما بنيت لصد العابثين الذين يحجزون الماء عن الحجيج ويحجزون الحجيج إلا أن يسلموا الإِتاوة وأن يخضعوا للخفارة، كل هذا أذكر به كهنوت إيران لأسأله وهم يعرفون صحة ما ذكرت هل اتسع الأمن في الحرمين الشريفين وسياجهما إلا بسيف الملك البطل عبد العزيز بن عبد الرحمن؟!
بايعه العالم الإسلامي في المؤتمر وبايعه أهل الحرمين وكل القبائل في سياج الحرمين ملكاً على المملكة العربية السعودية أي على الحرمين وسياجهما.
ولم يكن ذلك اغتصاباً منهم، ولا اعتصاباً منهم، وإنما كان احتساباً لله، تقديراً للأمن الذي أشاعه. أتحدى من يزعم أن الحرمين شاع فيهما الأمن حتى هدمت الأسوار قبل عهد عبد العزيز بن عبد الرحمن تغمده الله برحمته.. سل سيفه، وأعد الجريد الأخضر فإذا الأسوار تهدم وإذا الأمن يهدم وإذا ابنه فهد يتشرف بأنه خادم الحرمين الشريفين.
وليست الخدمة بفرمان سلطاني. وإنما بحرص المؤمن أن يكون ذلك. صوَّاناً للدولة. حفيظاً على الأمن، فأمن الحرمين الشريفين الآن الذي لم يكن مثله قبل الآن إلا في ثلاثين عاماً من القرن الأول أصبح يتصدى لكل باعث، ولا يتعدى.. يرفض التحدي؛ لأن عون الله رب البيت هو الذي جل جلاله أهلك كل من تحدى، وكل من تعدى، بما جند من جنود سواء كان الطير الأبابيل أو الرجال المؤمنين.
فعبد العزيز بن عبد الرحمن كان من جند الله. وما يعلم جنود ربك إلا هو.
تحية لكل مسلم أطاع الله.. وبعداً لكل من يعصي الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :780  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 660 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.