شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الأدب))
والأدب أحسب أن الأصل فيه التربية والتهذيب كما هو في الأثر من كلام خاتم الرسل سيدنا محمد بن عبد الله: أدبني ربي فأحسن تأديبي فإذا الاستعارة تأخذ التربية والتأديب إلى تربية العقل وتأديبه بالمعرفة التي حصرت أول الأمر على الشعر والنثر والتاريخ والسيرة غير أنها اليوم - أعني كلمة الأدب - منذ أصبحت الثقافة تأخذها، فكل مثقف أديب وليس كل أديب مثقفاً ليكون هذا الوضع في كلية أخرى. بعض الأدباء مثقفون، وكل المثقفين أدباء. وهذه المقدمة لما يتلوها، فقد قرأنا في أيام التلمذة هذه القصة عن الحجاج قالوا لما وضع الحجاج العسس يحرسون سبل الكوفة، فإذا هم في ليلة ليلاء يمسكون بثلاثة من الشبان يتسكعون عابثين.. فسألوهم واحداً بعد الآخر.. من أنت فقال الأول:
أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه
وقومها بالسيف حتى استقامت
ركاباه لا تنفك رجلاه عنهما
إذا الخيل في يوم الكريهة ولت
فقال الحارس إنه من فرسان العرب. وسألوا الثاني فقال:
أنا ابن من دانت الرقاب له
ما بين مخزومها وهاشمها
تأتيه بالرغم وهي صاغرة
يأخذ من مالها ومن دمها
فقال الحارس إنه من أشرف العرب وسألوا الثالث فأنشد:
أنا ابن الذي لا تنزل الدهرَ قدرُه
وإن نزلت يوماً فسوف تعود
ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره
فمنهم قيام حوله وقعود
وأخبروا الحجاج عما جرى فسمع الشعر وسأل عنهم من يعرفونهم فإذا هم ابن الحائك وابن الحجج وابن الفوال، فقال الحجاج لقد انتفعوا بالأدب فهو لهم حسب يرفع.. فعلموا أولادكم الأدب، لأن الحجاج كان خطيباً وأديباً فهو أحد الأربعة الذين كانوا في زمانهم لا يلحنون: عبد الملك بن مروان وابن القرية والشعبي عامر بن شراحيل والحجاج.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :873  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 657 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.