شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صورة..
ولا أدري أن تكون الغربلة مع الذي أراد ألا يخرج الزكاة إلا بالحيلة، أو مع ذلك الذي لا يعرف أن الزكاة من أركان الإسلام أو أكتب عن الهوان إذا ما صادف إنساناً لا يستأهل أن يهان، لا أدري بأيهم أبدأ أو عن أيهم أكتب فالأمر هكذا. فقد كان الثري يعرف أن الزكاة ركن من أركان الإسلام فأراد أن يخرجها فاستكثر المبلغ الذي كان عن المال المدخر، وعن التجارة وعن حصيلة العقار وعن كثير من العروض فأغراه الطمع أن يضع مائة ألف ريال وأكثر حصيلة الزكاة في كيس من الأرز وأرسل إلى فقير يدعوه إلى أخذ الزكاة وقال له خذ هذا الكيس من الأرز صدقة زكاة، وفرح الفقير فأمسك بالكيس يريد أن يسحبه فقال الثري هو ثقيل عليك أنا أشتريه منك بعينه وهذه هي المائة ريال الثمن وكان مع الفقير ابنه فقال لأبيه: أنا أجر الكيس عنك لأتبعه فإن فيه الألوف. وأسقط بيد الثري وذهب الفتى بالكيس حتى إذا وصلا البيت فتحاه فإذا فيه الألوف، حيلة قد تنطلي على الفقير ولكن الله عليم.
وأما الآخر فيبيع الفحم، ساكن في الخرابة كدس فيها أكثر من خمسين كيساً من الفحم يستدين المحتاج منه يبيعه الكيس بثلاثة ريالات ثمناً مسجلاً بوثيقة ثم يشتريه في الحال بريال يكون الريال لقضاء الحاجة بينما الدين ثلاثة ريالات.. وعرف شاب ذكي أن صاحب الفحم يضع الريالات في كيس من الفحم صغير يستند عليه ينام عليه كمخدة حرصاً على المال فجاءه الشاب وقال له بعني كيساً من الفحم ولكن لا يكون الكيس إلا هذا المبارك الذي تحتفي به. افرض قيمته أشتره. فقال بائع الفحم: أنت عفريت، الكيس كله ريالات. اذهب لا تكن ((حرامي)) على صورة المشتري سأترك الخرابة والفحم وأهرب بجلدي ومالي مادام الشياطين عرفوا ما أكتنز ما عاد يصلح لي هذا الحوش. ولم تمض أيام حتى مات بائع الفحم ولا وريث. بيت مال أحق.
أما الهوان فقد جاء أخيراً كنت هدفه، أما كيف كان فالأمر سر يفضحه المتنبي بقوله:
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميت إيلام
فليدع القارئ التفسير، أليس ذلك من اليسير والأمر كما قال المثل (المرء حيث يضع نفسه)!.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :727  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 656 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.