شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الخدم..
والغربلة اليوم عن الخادم والخادمة. فقد كثروا، ففي المدينة والقرية، كأنما كل بيت لا يديره إلاَّ الخدم. وهذا أمر فرضته ضرورة الانشغال بالتعليم وما إلى ذلك. فهم - أعني الخدم - أمناء على ما نأكل، وما نشرب، وما نلبس. ونحن في الواقع ينبغي أن نكون الأمناء بحسن المعاملة لهم. فإذا ما أحسنَّا إليهم، لا شك أنهم يحسنون إلينا فلا ننكر ذلك، فإني لم أعن أن كلهم كذلك، ولكن كلهم هو ذلك، وسائق السيارة أمين على ما اؤتمن عليه، ولا أكاد أزيد، فحسن الظن أولى من الشك، ويزول الشك بالإحسان إليهم، ولنا في رسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، القدوة. فقد قال خويدمه أنس بن مالك: ما فعلت شيئاً وما تركت إلا قال صلَّى الله عليه وسلم ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. فما ضرب أنساً ولا وبخه، خلق عظيم، والرسول ذو خلق عظيم. وفي حديث آخر جاء إلى النبي صلَّى الله عليه وسلم صاحبه سويد بن مُقرن، فقال للنبي صلَّى الله عليه وسلم نحن تسعة أخوة وعندنا خادم فضربها أحدنا، فما كفارة ذلك؟ فقال النبي: كفارتها عتقها، عجيب، أيجب عتق الجارية إن ضربها سيدها! أحسب أن هذا ليس عامًّا. وإنما هو لسويد بن مُقرّن وإخوته التسعة، مؤمنون أكبرهم قائد فتح الفتوح، فتح نهاوند. ألا وهو النعمان بن مُقَرن وسويد كان معه، فالنعمان نعاه ابن الخطاب عمر على المنبر، فالأمر كما أتيقن أنه أراد لسويد وإخوانه بعتق الجارية أن يزيد في إحسانهم.
وبعضنا اليوم يهين الخادم، فإذا هي مشكلة، فالخدمة ضعيفة والخادم غاضب حتى إنه يحدث في البيت الفصام، أو بعض الخصام، فريق مع الخادم، وفريق ضده، وما دام الشيء بالشيء يذكر، فهذا عبد الله بن عمر كانت عنده جارية ملك يمينه من حقه أن يلامسها، وكان يحبها حتى إذا قرأ قوله تعالى: لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحبُّونَ (آل عمران 92) أعتق الجارية وكفل زواجها بغيره، لا ينفك عن رعايتها حتى إذا أنجبت طفلة أرسلتها إليه يضعها في حجره وعيناه تذرفان حناناً على الطفلة وأنيناً لبعد الحبيبة ولكنه البر، ولكنه ابن عمر. فأين نحن اليوم من احترام أنفسنا حين نحترم الخدم، والله الهادي إلى سواء السبيل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :730  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 655 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج