شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
النفيس
والنفيس في اللغة الشاعرة - كحقيقة - هو الواسع الذي يتسع، سواء كان طريقاً أو بيتاً أو حتى سرير نوم، وتنفست اللغة الشاعرة فإذا مجازها قد استعار من الاتساع باعث السعة ألا وهو النفيس من كل شيء غلا ثمنه واعتلا اقتناؤه، وحتى التنفس سعته يتسع بها الصدر؛ ليكون صاحبه قد امتلك النفيس ألا وهو راحة البال أو صحة البدن، وإذا ما ضاق التنفس على كريم من الرجال، فإنه لا يضيع منه النفيس، فالصبر وقهر البلية يمنع الكريم من التقهقر، فإذا هو على حال النفيس، وإذا ما اتسع النفيس على من لا يكرم نفسه فإنه سيبلى بضياع النفيس وضيق التنفس إذا ما تبعثر ما امتلك بالسرف أو إذا ما تجمد ما ملك بالشح.
وقالها المتنبي:
وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام
وفعلها معاوية بن أبي سفيان، كأنه سابق المتنبي ساعة أن ضاق عليه التنفس وهو في صفين يريد أن يمتلك النفيس فقد قال: (وكدت أفرّ يوم صفين)، لأن التنفس قد ضاق عليّ فذكرت قول عمرو بن الإِطنابة - شاعر الأنصار - في أحد أيام هؤلاء:
أبت لي عفتي وأبى بلائي
وأخذ الحمد بالثمن الربيح
وإعطائي على الإقفار مالي
وإقدامي على البطل المشيح
وقولي كلما جشأت وجاشت
مكانك تحمدي أو تستريحي
قال معاوية: فثبت، فإذا هو ينال النفيس ملكاً عريضاً طويلاً.
ولكن سيذهب النفيس الذي يمتلكه البطل إذا ما لبس التنافس على الذين كانوا له، فإذا هم بكل التضييق يتنفسون عليه ليضيع كل النفيس.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :643  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 651 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.