شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الارتجال..!
وما دمنا مع ندوة التراث فإنه يسعنا أن نشارك على القرطاس، لا نبتعد عن الناس، وإنما يبعدنا عجز العضل إذا ما طال الحوار والمراس، نشارك في نبذة نغربل بها ما يقال عن الارتجال.
إن الارتجال كان طبيعة الشاعر العربي حين كان أميًّا يسمعه الراوية، فالارتجال عطاؤه. والراوية سجله. من هنا نذكّر ندوة التراث بذلك النقد. أو هو النقض أرسله الدكتور العميد طه حسين في أول أمره. أنكر الارتجال ليثبت الانتحال. فمعلقة الحارث بن حلّزة البكري استكبرها الدكتور طه، استصعب أن تكون ارتجالاً مع أنه، يرحمه الله، من أول المرتجلين في عصره، فهو أمي لا يقرأ ولا يكتب كما هو وصف إسماعيل صدقي باشا له فهو لا يقرأ وإنما يستقرئ. وهو لا يكتب وإنما يرتجل فيملي. وبعد ذلك جاءه الشاهد على أن بعض أمثاله يرتجلون. فعبد المحسن الكاظمي العراقي الذي تمصر كان يرتجل القصيدة مائة بيت على المنبر في حفل كبير، كما أن الشيخ عقل المصري، وهو بصير حضرنا في المدينة المنورة، وقد زار أمين الحسيني ورياض الصلح وعزّت دروزة، كلهم ينشد بيتاً واحداً بعد الآخر فإذا الشيخ يسرع بنظم في التو والساعة قصيدة على وزن البيت الذي سئل عنه، لا يتلجلج كأنما يسرده محفوظاً، وأنشدت بيت ابن معتوق الموسى:
هذا العقيق وتلك شم رعانه
فافرج عقيق الدمع من عقبانه
نظم الإجابة مسرعاً كأنما الحب بالعقيق أثاره، فإذا القصيدة نسمعها ما كتبناها. ولم يكن هناك تسجيل. ولم تكن آذاننا راوية. ولعلّ الدكتور طه رجع عن ذلك يوم اتسعت قراءته للتراث. فإذا هو الوارث. لم يأكل التراث أكلاً لمَّا. وما تآكل بغضبة التراث.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :722  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 648 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج