شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأمة
وأنا عربي.. سواء كنت من ذوي الأعراق أو من ذوي الاستعراق.. أحارب الحيف، وأكرم الضيف.. يطيعني السيف، أتمرد على العدالة ويأخذني الظلم إلى الاعتدال.. أصبر على الجوع، وأتستر على الشبع.. بالشظف أسود، وبالترف استعبد.. لا يستعبدني أحد.. وإنما الترف تستعبدني الشهوات..
هذا حالي، أصف به نفسي كأي نفس عربية.. فيوم كان العرب في الصحراء يأكلهم الجوع، وتأكلهم الحروب.. محوطين بإمبراطوريتين، وبديانتين.. نصرانية ويهودية.. دانوا للوثن، فهم كل هذا الشظف.. جوع معدة ومجاعة فكر، وفراغ فؤاد.. قد كانوا ولكن.. كيف كانوا؟ أمة واحدة كانوا فتكونوا بكلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة، فإذا هم قواد فتح، سدنة علم، بناة حضارة.
فقد كان ترف الوجدان بالإيمان قائدهم. فلما حل الترف بالعيش.. أبطرتهم النعمة، فإذا هم في خراسان قبلية.. يمانية ونزارية.. كم في هذا التفريق من ألفة.. التفريق واضح.. فأين الألفة.. إنها حين جمعت كل قحطاني تحت اليمانية وجمعت كل عدناني تحت النزارية.. يقظة الفخر، ثم هي إبعاد من تقحطن وليس معهم، ومن تعدين وساد عليهم.. أبعدوا قحطانية الشام وعدنانيته.. ليكونوا هم وبهذا التفريق كل العرب.
من هنا تنبه نصر بن سيار فقال:
أرى أثر الرماد وميض نار
ويوشك أن يشبّ لها ضرام
فإن النار بالعودين تُذْكى
وإن الحرب أولها كلام
أقول من التعجب ليت شعري
أأيقاظ أمية أم نيام؟
إن أمية قد نامت، حين أنامها سليمان، يوم أذل القادة.. فلا الحجاج ولا قتيبة، ولا المهلب، ولا موسى بن نصير.
حين يضيع الرجال الأبطال، تضيع الأمة!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :904  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 647 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.