شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
غربلة
وسألته أين فاكهة الواحة التي أنبتتك؟ قال: عطشت الأرض، وجفت العين، وعجزنا عن حفر الآبار، فأصبحت أنا وأمثالي النبات الوحيد في هذه الواحة، كان رمانها أحسن الرمان، وجارتها تينها أحسن التين وجبلها يُقطّر أهله عطر الورد يشمه السراة ((السادة))، لأنه من نبت السراة ((الجبل))، فإذا السري ثري الوجدان بما زرع، قلت: هل تغيرت الأرض أم تغير الإنسان، قال: الإنسان تغير حين استغنى عن الشجرة وحين ترك حجرة المدر إلى غرفات عالية بعيدةٍ عن الشجر، فالغرفات في الجنة حولها الشجر، وأنتم جعلتم الأرض التي كانت جنة.. بلا شجر، حتى بخلتم عليها بعلامة توضح ماضيها.. رمانة.. تينة.. عنبة.. حتى التين الشوكي ابن الجبل تكاد أن تتغير جبلته، قال: ليتني أعود جائعاً أحرث الأرض لأشبع، قلت: لم تصل إلى درجة الإنسان الياباني ابن الصخر شبع وأشبع حتى خافوا منه أن يفرض عليهم الجوع، أعني الدول الكبرى، أصبحت اليابان من الدول الكبرى مع أن أرضها براكين وصخور، فالرمل والحجارة والتربة يستجلبونها كما يستجلبون البترول.
لقد عدت أنت كشعوب النهر، يجري النهر بين أيديهم ليزرعوا ولكنهم لم يزرعوا.. عجيب أن يشبع ابن الصخر ويجوع ابن النهر.
والسبب، أن الياباني رغم تفوقه فرض على نفسه ألاّ يسقط، أما غيره ممن ذكرنا فقد فرحوا بعطاء الوقت ولم يحسبوا حساباً لعطاء الزمن.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :752  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 645 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج