الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

البطاقة..

وأخذت مكاني أمام صراف البنك يتناول مني شيكاً فلم يلبث ولمّا ينظر إلى الشيك، فقال (هات هوية) فناولته البطاقة، وكان بجانبي من الواقفين قبلي من قضاعة بلوى، فأمسك بي وقال اللي ما يعرف الصقر يشويه فقلت له: لست الصقر وإنما الصقر هو إطاعة النظام، وسلوك الانتظام. إن رقم البطاقة لا يقصد منه المعرفة لشخص المراجع، وإنما ليسجل الرقم على الشيك لمعرفة ما قد يطرأ على ذلك من تزوير، أو ما إلى ذلك.. فقال لي القبلي أنا واقف في الطابور ولكني نسيت التابعية. فعرف الصراف من أنا؟ فقلت جيّر الشيك باسمي لعلّه يصرفه برقم بطاقتي.. فالعمدة عليّ فقال وتنكر أنك الصقر.. فقلت له هذا صقر الحيلة لمنع الاحتيال.. هذا وقد تعودت أن أحمل البطاقة وقبلها حفيظة النفوس؛ لأني أخذت الموعظة من صديق ركب سيارته فإذا الجندي في ((أم السلم)) يطلب حفيظة النفوس ولم تكن معه، فرجع، لم يسمح له الجندي بالمرور حتى وصل إلى جريدة البلاد وفي مكتب السيد ياسين طه - آنذاك - أخذ ينفث غضبه على هذا الوضع، فقلت له: اغضب على نفسك، أفكل الجنود يعرفونك، أو أن بعض الجنود لا ينفذون الأوامر!. فقال وأنت يا فصيح حامل حفيظة النفوس، فقلت له من اليوم سأحملها.. لأني أتقي الإهانة التي أصبها على نفسي.. وهكذا ينبغي ألا أقول كبعضهم (أنا سعودي ويمنعني من المرور).