شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الماضي..
ومر إنسان نعرفه وكان بجانبي إنسان أعرفه فإذا الذي أعرف يقول: دعنا من هذا الذي نعرف إنه اقترف المعاصي، فقلت له: اتق الله وأحسن الظن.. لقد تاب بعد أن حج وآب.
أخبرني أنه لم يعد إلى سابق عهده مسرفاً على نفسه، فقال: ذلك الذي جفاه أنا لا أصدقه.. فقلت له: حين صدق دينه وخضع للطاعة.. ونال بالتوبة غفران الله تأبى وأنت العبد لله أن تصون لسانك عنه.. وهكذا نحن في هذه الأيام نحاسب على الماضي.. ولا يرضينا الحاضر.. فإذا بنا لا نبني المستقبل، فالماضي السيئ لأي إنسان قد نراه حاضراً حسناً.. فالتوبة تغسل الذنب والإسلام يجبُ ما قبله، إن التوبة فرصة أنعم بها الله على العبد ليتوب..
ولعلّي أكتب تحلية تتحلى بها هذه الكلمة في خبر أبيح لنا أن نرويه للعظة.. فقد حفظنا أن أخوين اثنين، يسكنان بيتاً واحداً. في الحجرة الأولى، المسرف على نفسه، وفي الغرفة الثانية أخوه المطيع حتى إذا مر المطيع ينصح أخاه المسرف على المعصية فلم يسمع نصح أخيه. وفي المرة الأخيرة جاء ذو الطاعة فقال لأخيه: تب. اتق الله. تخلَّ عن المعصية فلم يسمع له فإذا المطيع الناصح يقول (( والله لن يغفر الله لك )) .
وجاء في الخبر أن الله غضب على هذا الذي أقسم عليه.. يتألى على ربه.. لا يغفر لعبد من عباده.. غضب الله فأحبط عمل العابد وغفر للمسرف!!
أكتب هذا للعيابين الذين ذنبهم بهذه المعابة التي يقترفون غيبة.. معصية.. يرتكبونها ويحسبون أنهم وهم على طاعة.. لم يقترفوا معصية..
وفي الخبر: خير الخطائين التوابون ؛ لأن التوبة عبادة يرفع صاحبها رأسه إلى السماء لا يتكل على كل مخلص كاليهود ولا يتواكل على قسيس.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :660  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 640 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.