شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رجل..
قرأت أقصوصة كتبها توفيق الحكيم خلاصتها أن زوجاً سمع عن حليلته تفتح بابها لخليل، لم يكن يصدق المخبرين، ولكن الشك جره إلى اليقين، وخرج من البيت وكان أمام العمارة حلاق فجلس يحلق وعينه على باب العمارة فرأى الخليل يدخل، ومكث الخليل وقتاً ثم دخل العمارة يصعد إلى شقته وكان معه مفتاح الباب فدخل يتربص فوجدهما على حال لا يرضيه، وأراد الخليل المقاومة فقال له الحليل دعك عن هذا أريد منك ريالاً واحداً أجرة فراشي، وسأخرج عنكما فلا حاجة للضجة، إنها سمعتي قبل سمعتك، وبعد أكثر من يوم قال لزوجه لماذا لا نذهب إلى بيت أبيك نتناول الغداء هناك؟ حين مضت تلك الأيام لم يناقشها ولم يغير عادته، كأن شيئاً لم يقع وذهب إلى بيت أبيها وعلى مائدة الغداء الأب والأم والأخوة والزوجة وهم يتناولون الطعام وقبل أن يفرغوا قال: سمعت حكاية أن رجلاً أجر فراشه بريال،وأخرج ريالاً من جيبه يعلنه أمامهم وفاجأ حليلته بذلك، فقامت إلى النافذة بالدور الرابع من العمارة ورمت نفسها تنتحر، وخرج مودعاً يتقبل العزاء في زوجته ويلقي العزاء لأهلها.
فهذه الأقصوصة قد تكون من خيال توفيق الحكيم، غير أن رجلاً في قديم الزمان غير هذا وفي المدينة سمع عن رجل يدخل بيته فما حرك ساكناً ولكنه في صبح اليوم الثاني، وقد عرف اليقين حين تربص أمام البيت لبس ثيابه وأخذ مسدسه وقال لزوجه أنا ذاهب إلى العوالي فلا تنتظريني في الغداء، وسأعود في المساء وذهب لا إلى العوالي وإنما ليتربص يأتيه الخبر من سابر كلفه بذلك وجاءه الخبر ومعه مفتاح الباب، فدخل بيته فوجد الحليلة والخليل متقابلين حتى إذا دخل عليهما فزعت الحليلة وخاف الخليل لكن سيد البيت كان رجلاً فقال لهما: لا تفزعي، لا تخف ولن تخرج الآن، نتناول الغداء سواء ونخرج أنا وأنت كصديقين، وتناول الغداء معهما وخرجا من البيت إلى المقهى كأنهما صاحبان، ومضت أيام يتلاقيان في المقهى وما كلم حليلته بشيء، ولكن اليوم الأخير قال لمن خانه غداً سأطلقها وأخرج مسدسه وعليك أن تتزوج بها وإلاّ فالمسدس في رأسك. وطلق زوجته وتزوجها صاحبها فأسبل الستر عليهما احتراماً لأسرتها وحرمة لسمعتها.
أقصوصة الحكيم خيال، أما قصة المدينة فواقعة كما حدثنا عنها الأجداد.. حينما كنا صغاراً.. فاختلف الرجلان، ذلك قاتل وكان في الطلاق الحل وهذا لم يقتل وكان الطلاق هو الحل. ذلك لم يستر وهذا ستر فأيهما كان الرجل؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :748  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 638 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج