شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
القيافة
والقيافة أسأل عنها من يعرفون أخبارها كأمر واقع، فهل الجهاز المختص سواء كان جهاز أمن أو أجهزة علم، وذلك لنعرف ما هي وهل هي موهبة أم هي احتراف؟.. وأغلب الظن أنها موهبة، فلئن اقتصرت على قبيل من العرب كما هو المعروف عن رجال من مُرة: فيقولون هاتوا المرّي يقص الأثر، فإنها قد كانت موهبة لدى وحشي الحبشي مولى جبير بن مطعم، قاتل حمزة بن عبد المطلب.. وعندي خبران عن القيافة ثالثهما كلمة قالها قياف، قالها قائل أثر. فالأولى عن وحشي قاتل حمزة الذي أنقذه الإسلام فأسلم، وإذا الإسلام يجبُّ ما قبله.
كان وحشي قد رابط في حمص التي كانت رباط سيف الله خالد بن الوليد وشاخ، وبينما هو قعيد البيت أقبل عليه زائر من قريش حتى إذا سلم وردَّ وحشي السلام. قال: عبد الله بن عائش؟ قال نعم وكيف عرفتني ولم ترني منذ زمن طويل؟ قال وحشي لقد ركبت أمك جملها ونحن حول بئر طوى (في مكة) وكنت طفلاً فناولتها إياك.. ونظرت إلى قدميك حتى إذا وقفت الآن عرفت القدم وإن كبرت عن حين عرفتها وأنت طفل. هو عبد حبشي وإن عاش في قريش فهل كان في قريش قيافون؟
والثانية: فقد علمت أن وزير مالية الملك عبد العزيز خادمه عبد الله ابن السليمان قد اقتنى أفراساً وأحصنة وتركها في الرصيفة لتكون تحت إمرة الملك حين تكون عرضة وتفقد ابن سليمان الخيل فإذا هو يرى فرساً أصيلة وقد قطع ذيلها فثارت ثائرته ماذا يقول للملك لو سأل عنها؟.. وفي الحال أبرق إلى وكيل إمارة المدينة عبد العزيز بن إبراهيم يطلب منه إرسال المري قائف الأثر عنده فقدروا كم يوماً حتى وصل إلى الرصيفة فهل يبقى الأثر!؟ لكن هذا القائف أمسك بأثر القدم حول مرابط الخيل ومشى يقفو فحيناً يجد وأكثر من حين لا يجد.. ولكنه استمر حتى وصل إلى وادي فاطمة، لعلّ الطريق كان أكثر من خمسين متراً دلّه الأثر على منزل فدخله ومعه حراسه، فإذا هو يفاجأ بذيل الفرس المقطوع معلقاً في صدر الحجرة أخذه من قطعه لا ليعيب الفرس وإنما هو السبب يتخذ منه أوتار الربابة وهنا السؤال ما هي القوة أو الموهبة التي استدل بها المرّي على ذيل الفرس في حجرة بعيدة عن الرصيفة وفي زمن لم يبق فيه أثر القدم تلو القدم؟ أريد من أجهزة المعرفة ألا تترك هذا الموضوع لعلّه علم، لعلّه إيحاء.
أما الكلمة فقد قالها واحد سبه آخر قائلاً له: أسأل عن أبيك هو أبيض وأنت أسود قال: لقد سأل أبي قائف الأثر فنظر إلى قدمه وقدمي وقال هذا ابنك، أما أنت فقد أنكرك أبوك مع أنك أبيض وهو أبيض.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1077  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 637 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل

[محمد سعيد عبد المقصود خوجه (1324هـ - 1360هـ): 2001]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج