شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حشاش
وكنا ونحن أطفال أو نحن مراهقون وإذ وصلنا إلى الشباب لا نسمع من أمهاتنا وآبائنا وأشياخنا، إلا المذمة لواحد يقولون: أبعدوا عنه.. (اخصروه) إنه الحشاش (أفينجي ما يخاف الله). وكان هذا الحشاش أو الأفينجي. يتستر قدر جهده لأنه يخشى المذمة فلا يباهي حتى إنه قلَّ أن جرّ غيره إلى هذه الفتنة المرهقة، ولم نعرف في زماننا الأول من هذه المخدرات إلا كلمة حشاش أو أفينجي، حتى إذا تخطينا الكهولة عرفنا بعض المحترفين الواردين أنهم يتعاطون مخدرات أخرى لم نسمع اسمها من القدامى. وإنما سمعنا عنها من هؤلاء الذين احترفناهم فاحترفوا شبابنا بهذا الفساد.
فقد قال لنا أستاذ: احذروا معاشرة (هذا الواغش) لئلا يجركم إلى (المورفين).
وسمعنا من شيخنا ونحن في الدرس حكايات عن الحشاشين، كان يعظنا حين يعلمنا، فقد قال هذا السيد الأستاذ محمد صقر: كنت نازلاً من العنبرية فلفت نظري رجل على الرصيف يهز رجله اليمنى بشدة، يرتعش قدمه، فوصلت إليه أسأله (ما بك؟) - قالها بالعامية - ايشبك - وهي بالفصيحة أي شيء بك - فقال (يا أستاذ شايف هذا الجمل واقف على رجلي أقول له حر.. حر - كأنه حمار - واقف على رجلي فوق قدمي وعمال يبيض) وقال الأستاذ بعد: هكذا الحشيش، جعل الجمل حماراً ويقف على قدم رجل ثم جعله دجاجة تبيض، فأي خبال أكثر من ذلك.
وسمعنا حكاية أخرى قالوا: وقف رجلان يدقان باب بيت فلم يُفتح، فقال أحدهما وكان حشاشاً: اصبر، ورمى نفسه على الأرض وأخذ يلف نفسه بتدربه فقال صاحبه: مالك؟ قال: امبرم.. انفتل، حتى أستطيع أدخل من فجوة الباب وافتحلك الباب، يريد أن ينبرم ليصبح دقيقاً يدخل من ثقب الباب كأنه عود كبريت.
كانوا يحكون ذلك لنا، لئلا نكون كصاحب الجمل الذي يبيض أو الذي يفتل نفسه وهو ساقط على الأرض، أم اليوم فقد كثر الواغش وأصبح الشباب هو الذي يغش نفسه من البطر، من القلل، من الفراغ، من أي شيء، لنسأل عن الأسباب فقد تكون هي الأساس أيها الناس.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :676  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 634 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .