شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الخير من خلال الشر منبثق
وكتبت هذا العنوان الخير من خلال الشر منبثق من شطر بيت تمثل به العرب ينتزعون من الشر باعث الخير، لأن الشر تمتد به يد عدو تنبعث من الصحوة اليقظة فلا يركنون إلى المجاملة وإنما هم يستيقظون لقوة الردع، فالمجاملة وقتها قصير قد تنفع من الشاكرين ولكنها لن تنفع من الجاحدين أما قوة الردع فتنتصب بها قامة الشعب وقوام الدولة وقيم الوطنية فالردع سيف يقطع رقاب الذين يعبثون بأمن الحرم وأمن الحجيج وأمانة الدولة بلغ من الصعوبة أشدها، فإنه أيضاً صعب في أي مكان في أي شبر من هذه الأرض المملكة العربية السعودية فقد أرادت الفئة الضالة المضللة أن ترعب الحكومة قبل أن ترعب الحجيج. هكذا صور لهم الكهنوت، فإذاً الأمر لن يكون على ما أراد. إنما مكان الصون للأمن بسيف الحق أزهق الباطل إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً (الإسراء: 81) فئة من الشباب لم يأخذهم المذهب ليرتكبوا الجريمة وإنما أخذهم الذهاب إلى وسوسة الكهنوت فأيما شعب يتسلط عليه باسم المذهب الكهنوت يصبح وكأنهم عطلوا الإدراك فخدر العقل، فالكهنوت الذي أحال المذهب إلى ارتكاب الشر هو العذاب للمتمذهبين الذين يبسط الكهنوت سلطانه عليهم. إن هذا الكهنوت صرف أرواحهم وعقولهم عن أعداء الإسلام وفي فلسطين بالذات إلى أن يتصرفوا مع الذين هم على الذروة عرب وعلى القمة مسلمون سواء الحكومة السعودية أو الحجيج الذي دخل الحرم آمناً فإذا الضلالة ظنت أن تجعل من أمن الحرم مكاناً للخوف والفزع.
إن هذا الشر أيقظ كيان هذه الوحدة في المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً بل أيقظ كل المسلمين فأعدهم لأن يكونوا الممسكين بقوة الردع لا تأخذهم في الحق لومة لائم قبل أن يكون هذا الكهنوت مذ كان مذهباً مكان التعايش بين كل المتمذهبين مستقيماً يتعاملون بالتسامح لا يعترضون على من انفرد إلى ما يتمذهب، وحين نبغ الكهنوت نبغ الإرهاب لا خارج شعوبهم فحسب إنما داخل شعبهم نفسه وأريد أن أطرح سؤالاً لو فجرت قنابل في قم في جانب ضريح علي الرضا أو فجرت في كربلاء أو حول ضريح الخميني نفسه ألا يكون السيف قاتلاً للذين اعتدوا على قم، وما إليها مما ذكرنا؟
إن هذا الشر أعطى خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد، أن يكون كأحد الملوك السابقين لعلّه عبد الملك بن مروان أو المعز الفاطمي، فأحدهما قال وقد بسط يديه: ((الذهب هنا والسيف هنا)) يشير بكل يد فمن مد يده بالسمع والطاعة واحترام القيم منحناه ومن قال برأسه هكذا (يعني أنه يتلوى) مكنَّا بسيفنا هكذا)) فالسيف أصدق أنباء من الكتب ولنقل أصدق أنباء من الذهب، ولنسأل بعد هذه الجريمة النكراء في الحرم عن الصديق ليس للحكومة فحسب وإنما لأمن الحرم نسأل هؤلاء مع أي فريق تقفون فقد وضح الحق فهناك مثلان ضربهما القوي كل وما يصلح له، فإمبراطورية قالت من ليس علينا فهو معنا وإمبراطورية قالت من ليس معنا فهو علينا ونحن بعد هذه الجريمة نقول من ليس معنا فهو علينا وما يوم حليمة بسر. وسؤال آخر إذ تبرأ الذين في يدهم السلطان سلطان الكهنوت من هذه الجريمة فهل أجروا التحقيق وعرفوا البواعث وأحكموا الجزاء على من يمثلهم التهم بهذا الإغراء، وإذا صح أنهم صادقون في هذا الإنكار لهذه الجريمة فما هو موقفهم؟ ومن المهم من الذين هم منهم يهددون بالانتقام؟ إن البراءة من هذه الجريمة ليست كلمة تذاع وإنما هو العمل بمنع تكرار هذا الحادث وبردع الإرهابيين.
إن المملكة العربية السعودية حرماً وسياجاً ليس لديها الآن إلا القوة الرادعة سيفاً يقطع الرقاب ومقاطعة تهدي الخاطئين إلى الصواب. إن الحرم أمانة في يدي خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد، فما كان منه إلا أن صان الأمانة بقطع رقاب من أهدر كرامة الحرم. هذا الشر يجب أن يكون وسيلة لصنع الخير وما الخير إلا يقظة الدولة وصحوة الشعب وعمل السيف.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1270  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 585 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.