شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اهرعوا إلى الطبيب
ـ وحين تصاب بالزكام تهرع إلى الطبيب لتأخذ الدواء. ولعلّك تأخذ أكثر من الدواء حين يعلمك الوقاية من هذا المرض، وحين تغتام السماء العربية بقتام الخلاف والفرقة، كل حدث تمتد آثاره إلى أن يصبح وباء يصيب الشعوب العربية بزكام يكمن في هذا السؤال: كيف نحن؟ ماذا يراد بنا؟ أو ماذا نصنع؟ كأنما الشعوب العربية قد أصيبت بأوبئة كثيرة: إسرائيل ومن وراءها. إسرائيل ومن أمامها. فإنها ومن وراءها وباء طغى وبغى.. وإن من هم أمامها، فإنما أصبحوا مرضى بالزكام ((الشتات)) حتى ((الضياع)) وليت هذا الزكام اقتصر على ذلك. بل أصبح الشتات نقطة تحول.. سلاماً مع العدو قد أعلن، وسلامة منه على صورة تستغل هيئة الأمم لفرض الاستسلام مبرقعاً بهدنة غير معلنة، أو هو سلام المطلوب منه لمن هم أمام إسرائيل أن يحافظوا على البقية الباقية ليحفظوا أنفسهم من الدخول في معركة مع عدوهم. إن العرب كلهم أمام إسرائيل، ولكنهم وراء أنفسهم، قد صبوا على شعوبهم العجز، بينما لديهم قوة لو تحالفت وتآلفت وتعلمت صناعة الموت لأعطتهم شعوبهم القوة قوة قد تخسر بها ألوف القتلى، إذا ما قاتلوا وقتلوا في سبيل الدفاع عن عقيدتهم وأرضهم وعرضهم، كانوا شهداء. كانوا حياة التاريخ. ليكتب بدمائهم تاريخ الحياة للأمة العربية كلها.
إن المتقاعسين عن الحرب، أصبحوا يملكون قوة الرفض كأنما هم يعطون لما يفرض عليهم من اليهود حق السكنى، لا على الأرض وإنما في الدم العربي والأعصاب العربية حين نسيت أرضها، أعطت السكنى لليهود، وفي العقل والنفس.
ويأتي عربي اليوم يفكر عن رجل يصنع التاريخ، صناعة جديدة، كأحد الرجال الذين فعلوا ذلك من رجال الأمة العربية، ويأخذ يسأل أهو عمر بن الخطاب، أهو خالد بن الوليد، أو هو معاوية بن أبي سفيان، أهو صلاح الدين؟ فلا يستطيع إلا أن يترضى عن هؤلاء.. ولكنه من قسوة الجوع، حين افتقد الرجل، لا يجد أمامه إلا واحداً اسمه الحجاج، فالعرب أمام إسرائيل بحاجة إلى الحجاج، يحمي الدولة ويستغول في الأرض، ويعطي الفتح كل جهد، إن العربي لا يسأل الحجاج أن يفتح الأمصار، وإنما يسأل الحجاج أن يكون جبروتاً على الذين أسكنوا اليهود في وجدانهم وأعصابهم، خوفاً على الحياة، مع أنهم بذلك قد قتلوا الحياة.
فالحجاج قال: ((وهذا أوان الشد فاشتدي زيم)).
وعن الحجاج قالوا:
إذا نزل الحجاج أرضاً مريضة
تتبع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الداء العضال الذي بها
غلام إذا هز القناة سقاها
والشيء بالشيء يذكر، فقد حفظنا حواراً نضعه حلية على ما سبق.. فقد كان في المدينة أستاذنا الشيخ ((كامل القصاب)) الزعيم السوري المعروف، ومعه الضابط المدفعي ((مراد بك الاختيار))، ويومها كان القصاب مديراً للمعارف فذهب هو ومعه ((مراد بك الاختيار)) وأستاذنا الشيخ ((عبد القادر شلبي الطرابلسي)) وكنت في معيتهم إلى زيارة أستاذنا السيد ((حسين طه)) العالم الرياضي خريج المدرسة السلطانية في دمشق. وضم المجلس كلاً من السيد طه والد السيد حسين وكامل القصاب، ومراد الاختيار، والشيخ عبد القادر شلبي. وكاتب هذه السطور. وفي احتدام الحوار بين الاختيار والقضايا قال مراد بك. لو كان لي سلطان من الحكم لقتلت تسعين في المائة من هؤلاء ((المعممين)) الذين هم أساس التأخر. فرد عليه الأستاذ القصاب: أنا لو كنت صاحب سلطان لقتلت تسعة وتسعين من المائة من هؤلاء الشباب الذين فسقوا عن أمر ربهم وحاربوا الدين فقتلوا التقدم.. وانتهى الحوار.
ولا أدري أكنت يومها مع ((القصاب)) ضد ((الاختيار)) أم أني كنت ضد الاثنين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :611  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 561 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج