شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حرب على الشريط
ـ وآليت على نفسي ألا أستجيب لسائل يريد حديثاً لجريدة أو مجلة لا يحضر دفتراً ولا يمسك قلماً. ولا يكون معي حين أتحدث وإنما كل ما أتى به المسجل أتحدث إلى الشريط.. يلقي السؤال وأسرع بالجواب.
آليت ألا أستجيب لذلك لأن حضرات السائلين حين يستنسخون الكلام من الشريط لا يرجعون إلى المتحدث يقرأون عليه حديثه يستنسخون ويدفعون إلى المطبعة.. ويأتي المصحح لا يعني بالحديث كأن ما دفع إليه وثيقة لا تحتاج إلى تعديل.
تحدثت إلى جريدة ((اليوم)) فإذ الأخطاء شوهتني أما القارئ.. وتحدثت إلى جريدة ((المدينة)) وحين بدا صاحبي يقرأ لي كدت أمنعه ألا يتم القراءة، فقد شطرت الأخطاء الحديث إلى شطرين.. شطر مفهوم وشطر مبهم. والقارئ له الحق أن يسأم قراءة المشوَّه، وقراءة الأخطاء.
لا أدري.. هل أتهم السائل بعدم الفهم؟! أم أن الاتهام الصحيح هو الاستعجال كلف بأن يسأل فأرسل الإِجابات لا يعنى بتفهمها. لو كان محتفلاً بالجواب ومحترماً للجريدة والمجلة والمتحدث والقارئ لما أهمل.
إن السائلين أذكياء. ولكنهم التحفوا بالغباء فأسقطوا قيمة الحديث وأهدروا المتحدث.
فاعذروني إن أعلنت رفضي للتسجيل فمن أراد أن يسأل فليحضر دفتراً وقلماً وورقاً أملي عليه ثم استقرئ ما أمليت. فإذا ما جاء الخطأ كان - طبيعياً - في الإِمكان تصحيحه.
وزارني في بيتي مندوب صحيفة من أزد عمان الحبيبة التي أجلت البرتغاليين وعمرت الشرق الأفريقي واحتفظت بالأثر والكتاب والعلم، حتى أضاء لها سلطانها قابوس قبساً للتقدم أزهرت به شقائق ((النعمان)) بالألفة بين الشقيقات الحكومات العربية سواء الأشقاء في مجلس التعاون أو الأشقاء غرب السويس.
أحضر هذا الصحفي العماني المسجل في يوم من أيام رمضان، وأجبته عن كل سؤال وكان المسجل حرباً على المسجلات اليابانية فهو لا يعمل إلا بالكهرباء لا بالبطاريات وخرج بعد المقابلة شاكراً. وفي اليوم التالي تلفن إليّ يعتذر بأن الشريط لم يسجل كلمة واحدة وأرسل إلي الأسئلة لأجيب عنها وأبعثها إلى عنوانه في عمان واحتراماً له سأجيبه عنها إذا ما توافر الوقت لمن أملى عليه.
لست أخضع في هذا إلى غضب، وإنما هو إعلان عن الكرب والتعب. فارحمونا من المسجل والشريط. فلن أقول بعدها قد ((كست)) لكم أيها السائلون!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :592  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 557 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.