شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشك
وقبل أعوام مضت رأيته قد سمر أذنيه على سماعة التليفون، فألقاها بغضب. ونهض يستأذن.
قلت:
ـ إلى أين؟! إلى أين تذهب وأنت غاضب؟ قال: إليها: لقد وضعت سابراً يخبرني عن الذي يدخل عليها في غيبتي.
قلت:
ـ ولماذا السابر؟ أتقتل نفسك بالشك!
قال:
ـ سمعت أن رجلاً يدخل بيتي. سأقتلها!
قلت:
ـ لا تقتلها وإنما أقتل صديقك الذي يطأ فراشك.
قال:
ـ هو خائن، ولا حق لي عليه، وإنما هي الخائنة آخذ حقي منها.
وتركته يذهب.
وفتح الباب فوجد الرجل لم يكن غريباً. كان أخاها. لم يعرفه السابر. وجد رجلاً دخل فأسرع يخبر عنه ليقبض الأجر.
قالت له:
ـ ((عسى خيراً)).. جئت مبكراً.
قال:
ـ ولا شيء أوحشني ابني، علمت أنه لم يذهب إلى المدرسة.
قالت:
ـ قل غير ذلك. ابنك ذهب إلى المدرسة.
فقال أخوها:
ـ إنه جاء ليراني حين عرف أني لديك.
قالت:
ـ ومن أعلمه؟
قال:
ـ حين دخلت رأيت شاباً يتصفح وجهي، يقف حتى يراني أدخل.
فلعلّه أسرع يخبر صهري كأنما السابر يحسبني الغريب.
لقد احترق زوجك بالشك أتعرفين من السبب؟
إنها جارتك، وسوست له تريده لنفسها بعد أن تعنست كل يوم ترسل له وشاية.
واحتار الزوج ولبسه الخجل فقالت الزوجة:
ـ دعني أذهب مع أخي ما دمت تعيش الشك.
فقال أخوها:
ـ لا.. لا.. إنه قد تلقى درساً لا أحسبه يعيش في الشك الذي يقتل الحب.
ورجع إلي يتهاطل العرق من جبينه كأنما ضميره أصبح سوط عذاب، وعرفت القصة فقلت:
ـ استرجع واتق الله في زوجك وابنك، واترك الواشية التي حملتك ما لا تحتمل.
وطرد الواشية طرداً قاسياً، وعاش في ((تبات ونبات)). فالغيرة حريق والشك محرق والثقة سكينة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :593  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 539 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج