فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
بياع المقلية ! وهما شابَّان نشآ في حوش واحد. أحمد أبوه ((بياع مقلية)) وحاتم أبوه بقال: تصادقا تلميذين في المدرسة وتخرجا في سنة واحدة، وابتعثا إلى الولايات المتحدة، فرجع أحمد يحمل شهادة الدكتوراه مهندساً. ورجع حاتم يحمل شهادة الدكتوراه جيولوجيا. وعملا في المدينة نفسها. فأحمد ابن ((بياع المقلية)) رجع إلى الحوش وبيت الطين، حاتم ابن البقال وجد أباه قد بنى فيلا فخمة خارج البلدة. وما زال ((بياع المقلية)) على حاله.. كرسي ((قعادي)) وطاولة قديمة و ((طاجن)) القلي.. لم يتغير. وحتى أحمد لم يتغير.. كان بعد صلاة العصر من كل يوم يذهب إلى ((مبسط)) أبيه، يدخل الدكان ليساعد في تحضير لوازم ((المقلية)).. ((صالونة)) والصحون وما إلى ذلك، واستمر الجلوس لا يتخلى عنه أحد، فإذا الزبائن يتكاثرون، يشترون ((المقلية)) فرحين بهذا الفتى، لا يعتر من أبيه، فيقول أحد الزبائن للآخر ((شوف ما شاء الله أحمد.. باشمهندس.. دكتور.. يساعد والده)).. وقال الآخر لزميله: ((ما تعرف أننا كنا ننادي الأب يا عم صالح يا معلم.. لازم دحين نناديه.. يا أبو الدكتور))! وتكاثر زبائن ((المقلية)). ونظر هؤلاء الزبائن يركبهم الفضول إلى ابن الحوش الثاني ((حاتم)) أين هو؟! فقال أحدهم.. سمعت أن أباه طلب منه أن يساعده في قيد الدفتر، يقيد على زبائن البقالة ما يستدينونه،فقال لأبيه: ((أنا ما أقدر أجي الدكان.. الشارع غبار.. والزبائن رائحتهم كريهة. يا أبويا جيب الدفتر في الليل أقيد لك! فقال له الأب.. لو كنت أحصي ما يأخذه الناس ما في لزوم للدفتر)).. ثم قال الأب.. ((انتا مانت شايف أحمد كيف يساعد أبوه))؟ ما يشمئز من رائحة الزيت.. عمره ما قال لأبيه عن رائحة الزبائن.. ((انتا مانت مخطئ يا ولدي)).. أنا المخطئ.. دلعتك كثير وظهرت أمامك بمظهر الغني.. أما صالح بياع المقلية فأعطى ابنه الحب لا الدلع، وما ستر عليه شيئاً من حاله، فعرف أحمد قيمة الفقر ترتفع به همم الذين لا يعترون من أي صناعة يحاربون بها الفقر. روح يا ولدي الله يسترك ويرضى عليك..
طباعة تعليق  القراءات :626  التعليقات :0
صفحة 538 من 1092

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج