شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الرقم خطأ !
ـ ((وتلفنت)) إلى مطبعة دار البلاد، وما كنت أنا الذي يضرب الأرقام، وإنما كان الخادم.
ألو.. ألو.. وقبل أن أعلن اسمي أعتذر عن الخطأ، لأن التي أجابت كانت فتاة قالت:
ـ الأستاذ زيدان؟
فدهشت، ولكني ابتهجت. لم أعلن اسمي ولكنه عرفت صوتي. فأخذت أعتذر عن الخطأ.. وبكل الأدب ناولت التليفون لأخيها أو هو زوجها، قال:
ـ فرصة سعيدة يا أستاذ..!
وسألته: من؟!
فإذا أنا أعرف أسرته، آباءه وأعمامه.
والمسرة ملأت نفسي بذكاء الفتاة واحتشامها، فما نفرت تجاه من أخطأ، فإذا هي تشعرني بأن في الناس أخياراً، يعفون عن الخطأ ويصادقون من يشعرونه بالرحمة.
فكم هي سعادتي أن عرفت أني ما زلت معروفاً. فالحياة الكئيبة أن تكون قصياً عن الناس، وهي أشد كآبة أن تكون مقصياً من الناس.
وحينما تذكرت بيتي المعري..
ولو أني حبيت الخلد فرداً
لما أحببت بالخلد انفراد
فلا نزلت علي ولا بأرض
سحائب ليس تنتظم البلادا
وهكذا، كنت الأثير عند نفسي حين كنت الأثير بما لقيت من أدب الفتاة، وما كنت المثير إلا لعواطفي. فمهما تجرد من يدعي المثالية، من الأنانية فلا بد أنه يخضع إذا ما توتر بما يغضب، وإذا تأثر بما يرضى.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :828  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 537 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج