شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بلادة الروتين
ـ وسمعت في ((صوت العرب)) ما أضحك الثكلى من بلادة الروتين وعسف الموظفين واعتساف الموظفين الآخرين.
قالوا: في أواسط الثلاثينات الميلادية أيام كان هتلر على قمة الزعامة في ألمانيا وعلى ذروة التخويف للعالم كله كأنما كان هتلر في تلك الأيام أشد تخويفاً من أسلحة اليوم المدمرة، لأنه وحده كان سلاحاً مدمراً.
في تلك الأيام جرت الألعاب الرياضية وفي حمل الأثقال نال الجائزة الأولى البطل المصري ((خضر التوني)) وزميله ((سيد نصير)) فإذا هتلر يبدي إعجابه بقوة ((الإسبرطي)) فهتلر كان إسبرطي الفكر وإن لم يكن إسبرطي العضل.
قلد البطلين المصريين الميداليات الذهبية وطلب من التوني أن يقيم في ألمانيا فأبى المصري إلا أن يعود إلى مصر، لأن المصري لا يهاجر من مصره إلا تحت ما يكربه/ ما من شعب أحب أرضه حب أبناء النهر والسهل.
ورجع سيد نصير وهو موضع الحديث وقد كان موظفاً، ذهب يمثل مصر في الألعاب الأولمبية حتى إذا عاد طووا قيده، رفتوه يخرج إلى الشارع لأنه قد غاب مدة أطول من الإِجازة تمسكوا بالروتين بحرفية القانون الحمار ونسوا أنه بطل عالمي أنه شرف وطنه، نسوا كل القيمة وقالوا له ((لا وظيفة)).
ولكن الرجال الذين يعرفون قدر القيم سخروا من هذا الروتين السخيف البليد المتعسف، وأعطوا السيد نصير وسيلة العيش..
إنه الحي في تاريخ مصر وفي أضواء الصحافة، ولكنه الذي لم يعش حياة يفرضها التاريخ وإنما أعاشوه بعاطفة المحسنين وقدروه ببلادة الروتين..
إنها عجائب... وما أكثر ما تقع!
فحين سافرت إلى الهند في إجازة في عام 1352هـ وتغيبت قليلاً وجدتني في الشارع لا أجد وظيفة الأستاذ في المدرسة فقد عيّن فيها وكيلي. ولقد كان في ذلك الخير حيث أصبحت معلم صبيان في دار الأيتام فبذلت من الجهد ما شرفني..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :719  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 533 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج