شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مركب النقص
ـ قالوا إن أول من عرف مركب النقص أو أول من وصف به من يستأهل ذلك هو ((معاوية بن أبي سفيان)) فقد استأذن طالباً الدخول عليه الأحنف بن قيس السيد في تميم. بل هو أحد الشوامخ في مضر يوم كان الناس ناساً كما استأذن مثله ((محمد بن قيس بن الأشعث الكندي)) وهو رأس من رؤوس كندة فأذن للأحنف قبل ابن الأشعث فإذا الأخير قد دخل عليه قبل الأحنف فقال معاوية.
لقد أذنت للأحنف قبلك فلماذا أسرعت بالدخول قبله؟ وما ذلك إلا نقص فيك.
إن هذه الحادثة أو الحكاية تعطينا الصورة لرجال يشعرون بالنقص فلا تجدهم إلا يتظاهرون يكرمون الناظرين إليهم بالتحرك والنزوع إلى الكلام. كأن الواحد منهم يقول ((انظر إليّ.. أنا أنا)).
كل ذلك من ((فعل الظُّهَرَهْ)) وما أكثرهم إذ فتح الباب الصعاليك فإذا العلية يغلقون على أنفسهم الأبواب قرفاً واشمئزازاً من بعض ما يجري في دنياهم.
ولدينا موقف آخر نعرف منه كيف أن ذا القيمة يحترم القيم فلا يتظاهر بما ليس فيه لأنه لا يحب أن يحمد بما لم يفعل. فقد حفظنا أن ((محمد بن عمرو بن الأهتم)) أحد الشماريخ الذين تسنموا الذروة في تميم، قد دخل على مربد البصرة يوم كانت البصرة الجامعة الثالثة في هذا الإِسلام جامعة الفقه واللغة جامعة الخليل وسيبويه.
دخل ((محمد المربد)) فإذا الجالسون من قبيلته ((تميم)) وقد كانوا كثراً في البصرة قد قاموا احتراماً له فنظر يمنة ويسرة لم يجد الأحنف وتساءل في نفسه.. أين قيس بن عاصم وأين، ((عمرو بن الأهتم)) فأنشد يقول:
خلت الديار فسدت غير مسود
ومن البلاء تفرد بالسؤدد
ذلك أنه ابن أبيه فأبوه كما في حديث البخاري وفي الحوار بينه وبين ((الزبرقان بن بدر)) أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلمحين أعجبه كلامه فقال صاحب جوامع الكلم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. إن من البيان لسحراً.
وقد توارث ابن الأهتم البيان فكان آخرهم خالد بن صفوان.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :688  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 532 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج