شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من غشنا فليس منا
واشتريت كمية من لسان الخروف من مكان أحسنا الظن به، عرفنا فيه النظافة فلم نشعر في أي وقت بأي غش في أي نوع من أنواع اللحم. هو مكان مشهور. لا أريد أن أسميه.
وحين وصلت البيت لأوزع الألسنة فإذا هذه الألسنة عفنة. البعيد تزكمه الرائحة العفنة. وكان الجزار لم يضعه في كيس عادي، بل في كي سميك برشمه لا يفتح إلا في البيت.. وأرسلت هذا اللحم إلى المكان استرد العشرين ريالاً قيمة الكيلو من هذه الألسنة.
لقد فجعت بهذه المفاجأة حين وجدت أن في هذا المكان غشاً. أليس ذلك من العيب، بل ومن كفران النعمة؟ كأنما العاملون فيه قد طردوني من أن أشتري منه مرة أخرى، وأخشى أن يستمر الطرد لغيري. فبعد أن كان هذا المكان مصدر الثقة يصبح مصدر الريبة والشك.
وفرن مشهور، والفران قد أنعم الله عليه بالسمعة والثروة وإقبال الناس فأرسلت سائق سيارتي يشتري لي كمية من الشابورة المصنوعة من الحنطة. وفتحت ((الكيس أتذوق الشابورة))، فإذا الدقيق مر وزاد المرارة مرارة أن دلت بدل السمن أو الزيت بالودك، أي الشحم. فإذا الشابورة صبر وإذا الودك قهر.
لا أعتقد أن صاحب الفرن يلجأ إلى هذا الغش، فإن أراد أن يفنى الدقيق المر المخزون لديه لا أعتقد أنه أعطاهم إذناً بأن يمزجوا الدقيق بالودك.
هذا غش، حرمني أن أشتري الشابورة منه، ويعني ذلك أنه سيطرد من يشتري غيري حين يأكل المر ويبلع الودك.
لا أقول إنه ضعف الرقابة، ولكنه ضعف الطامعين، لا يشبعون بالكسب الحلال وإنما يريدون أن يشبعوا بالسحت الحرام.
كأنهم لم يعلموا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من غشنا فليس منا.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :690  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 530 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .