شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأمهات مصارعات!
ـ سعيد هذا الإِنسان طفلاً في حضانة أم، وتعيس هذا الإِنسان حين يرى الأمومة قد فقدت الحنان والأنوثة وتراقصت في حلبة المصارعة.
لقد رضي الإِنسان أن يرى الإمبراطورة والملكة ورئيسة الوزراء والرئيس الأعلى في جمهورية أخرى والعضو في البرلمان. واغتصب الرضا لنفسه حين رآها راقصة وممثلة ومطربة. واعتراه الغضب حين رآها عاملة في مناجم الفحم ومسخرة ترصف الطريق بالحجارة.
كل ذلك قد كان ولكن هذا الإِنسان قد فقد السعادة والتعاسة والرضا والغضب حين أصبح لا يدري كيف يرى هذه الأم في حلبة المصارعة ذات عضلات تسترجل بها؟
فشعور الإِنسان بالأمومة هو اقتناعه بأنها أنثى، أما أن تكون ((رجلاً)) مصارعاً فذلك شيء لا يطاق.
إن التعبير قد يخذلني حين يختلط الأمر علي بين النظرة الطبيعية للأم وهذا التفاعل الشنيع، يخرج الأنثى عن طبيعتها، تصبح مصارعة! لقد رأينا الفجيعة موجعة لشعور الإِنسان الطفل بقية الأمومة، ومتعة الزوجة، ورحمة البنت، وحدب الأخوات. حين استحالت الأم إلى ذكر خنثى.
الأنثى في الغابة كانت تحارب لحراسة الكوخ وحماية الطفل، وتعمل لعون الرجل ولكن اليوم أصبحت الأنثى مصارعة، حتى إني أتخيل أن هؤلاء المصارعات لسن إلا دمى حركوها بوسائل العلم الحديثة.. لنتصور أنهن أمهات من البشر!
وستأتي الفجيعة غداً.. حين تطلب إحدى المصارعات أن تصارع بطلاً عالمياً على شاشة التلفاز.. فتصوروا بشاعة المنظر وسقوط الأخلاق وانتحار الأمومة وفجور الرجل يوم تشاهدون مصارعة يصرعها البطل أو هو يتصارع له؟ أم لها!
فحتى الغزل بين ذكر وأنثى ليس بعيداً أن يكون في حلبة المصارعة بين ذكر وأنثى!
وأحسبني أدعو شاشة التلفاز ألا تضع أمامنا مشاهد المصارعة للرجال، لنحول دون فتنة النساء، مثلما امتنعنا عن أي صورة متلفزة يعرض فيها النساء الفاتنات خشية أن يفتن الرجال.. ففتنة الذكر برؤية الأنثى مثلها فتنة الأنثى برؤية الذكر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :889  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 525 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.