شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
العجوز
ـ وكنا في الطائف نمارس بعض الألعاب، لعلّ منها ((طرة والا كتابة))، وكان الخاطئ يضرب بالمعكارة. وأخطأ صديقنا محمد خوجه فقسا عليه ضارب المعكارة. فرطن الخوجة كلمة بالتركية فإذا لها جرس حلو. فسألناه.. لا تتراطن وأفصح.
فقال: معناها ((الذئب لما يكبر يصير مسخرة الكلاب))!
وكنا لفيفاً، حمزة شحاته ومن إليه وكاتب هذه السطور وآخرون من الذين كانت تجمعهم صداقة، وما أحسن التجمع يوم كان الطائف طائفاً، أو يوم كنا نرى الطائف جنة حين تمطر السماء.
إنه هذه الدهلزة أتدهلز، أكتب عن العجوز، لم يصل بعد إلى مسخرة الكلاب، وأن تكالب عليه كلب مسعور.
إن العجوز عاد طفلاً.
ابتعد عنه الأصدقاء والأصحاب، وأصبح كثير المعارف، فإذا هؤلاء المعارف أحباب.
مشاعر طفل أو هي مصائر الرجال حينما يشيخون فتشيخ صداقة الأصدقاء وتهرم مودة الأصحاب.
لعلّه هو السبب في بعد الأصدقاء والأصحاب، لأنه يركبهم بالملل، يثقل عليهم بالعتاب حين الغياب، أو هم يستكثرون عليه أن يكون في موضع احترام.
وهكذا يصبح العجوز في غربة، إن لم يكن قعيدة البيت فإنه وقد عاد طفلاً أصبح بأحلام اليقظة يثير العقد، لا يطردها بقوة الشباب وإنما تضطر إلى البوح وحتى النوح!
والأصدقاء والأصحاب يخافون البوح ولا يطيقون النوح. أما المعارف فيفرحون به حين يرون الدمع في عينيه، والشموخ ترسله شفتاه.
إن العجوز يحمل الكرب ولا يطيق الصبر عليه فهو يكرب بالبوح ويتشامخ بالنوح لا يستدر بذلك عاطفة ولا يستجدي عوناً، فقد فرغ من الأمنيات، حتى إنه ليتمنى الآن ألا يكون ما تمناه من قبل.
ويعجبه أن ينشد هذا البيت لشوقي في موشحه عن صقر قريش عارض به موشح لسان الدين بن الخطيب، فقال:
الأماني حلم في يقظة
والمنايا يقظة من حلم
ما أبدع هذه الصياغة، عطاء ثلاث كلمات تغايرت معانيها وما تنافرت ألفاظها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :646  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 520 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.