شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فدائية الخدم
ـ عنوان غريب، فهل يصلح الخادم أن يكون فدائياً لحماية سيده؟! قليل ذلك إذا ما كان السيد يعطي الخادم احترام ذاته والرضى عن تصرفاته في سبيل رعاية نفسه، ليتم بذلك احترام سيده والرعاية الكاملة لكل ما يلزم سيده وما يليق بسيده..
ولكن الكثرة من الخدم جدير بأن نرفع من شأنهم حين لا نطلق عليهم لقب الخدم، لنطلق عليهم صفة الأتباع..
إن هؤلاء الأتباع فيهم من الوفاء بعضه خلق نشأوا عليه، وبعضه يتخلق بالوفاء لينال الرضى، ولئلا يعاقب بالجفاء..
أعرف صديقاً وآخر قد اختص كل منهما تابعاً يلازمه كظله ((هات يا أحمد.. خذ يا علي.. نادوا أحمد فين راح.. لايا علي لا تتأخر علي ويجيب التابع بانحناءة من الرأس وانفراجة بين الشفتين ((حاضر.. حاضر))..
وفي إحدى الجلسات الخاصة أخذ سيد في المجلس يضع يده على كتف السيد صاحب المجلس، فإذا الخادم ((أحمد)) يسرع يقول لصاحب اليد ((ارفع يدك.. ليش تحطها على عمي؟!)).
وتابع آخر هو ((علي)) يقف كالديدبان يدفع عن سيده حتى رمشة العين!
وليس الأمر قاصراً على الأفراد، بل إنه لأشد وضوحاً وأقوى فعلاً بين المتفردين فإذا ما تفرد سيد بقيمة كان الأتباع مفتحة عيونهم في يقظة حتى ليهشون الذباب عن وجه هذا السيد المتفرد، وحتى لا يطيقوا سماع أي كلمة عنه.. فلو أن هذا السيد جاءته رسالة فيها كلمة نابية، فمن اعتداده بنفسه أن يضحك منها.. ولكن بعض الأتباع إذا ما سمعوها أجهشوا بالبكاء، وضغطوا على أسنانهم ينتظرون أمر سيدهم بالانتقام..
وهكذا يفعل الأتباع طاعة وانصياعاً. يأخذه السيد على أنه الإِخلاص وما يدري ما قاله المتنبي:
والذل يظهر في الذليل تودداً
وأود منه لمن يود الأرقم
والناس قد نبذوا الحفاظ فمطلق
ينسى الذي يولى وعاف يندم
 
طباعة

تعليق

 القراءات :635  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 519 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.