شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رسالة من ولدي
ـ وحين كتبت عن الآخرين والأولين ما كنت أحسب أن يجد ما كتبت تفاعلاً مع بعض الأصدقاء يحمدون لي ما كتبت، أو انفعالاً من بعض الأبناء يحسبون ذلك تنكراً لي أو غضاً من شأني.
فأحد الذين تفاعلوا مع الكلمة فأبدى لي التحية هو الصديق الابن الأستاذ علي العمير، ثم فاجأني ولدي الدكتور فيصل زيدان بهذه الرسالة أرسلها من مقر عمله في واشنطن أنشرها فرحاً به، ليزول انفعاله.
والأمر في كل ما عنى هو كما قال المعري.
ولو أني حبيت الخلد فرداً
لما أحببت بالخلد انفرادا
فلا نزلت علي ولا بأرضي
سحائب ليس تنتظم البلادا
وأعجبني أن ذكر ابني هذا البيت الشعبي البدوي في رسالته، وهو هكذا كاملاً:
الساس طنف.. والطنف عود الساس
وركب الرديف.. وراعي الكور حول
أما رسالة ولدي فكانت كما يلي:
سيدي الوالد المحترم.. أدامكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أكتب إليك هذه الرسلة لأنني لا أستطيع أن أحدثك هاتفياً بالنسبة للمقالة التي تفضلتم بها على صحيفة ((عكاظ)) في تمر وجمر بعنوان ((الأخير)).
وبعد أن قرأتها أكثر من مرة قررت أن أكتب لكم لأعرب عن شكي في فطنة المحكمين الذين اختاروك ((الأخير))، وذكرت في فاتحة المقالة عن اتهامك بالنرجسية.
سيدي.. اسمح لي أن أفرق بين نوعي النرجسية إن كانت هناك فروقات، أو إن صح لي أن أقوم بذلك التفريق خوفاً من أن أكون مسيئاً لفهم ((النرجسية)).
هناك نرجسية العظيم - وهي غطرسة العظمة في تواضع صاحبها لرفع من دونه إلى مستواه.
وهناك نرجسية المتكبر - وهي ناتجة عن تعالي الشخص على من دونه للوصول إلى مستوى من العلو لا يستحقه.
فتواضعكم العظيم كان تقديراً منكم لمن تقدموا عليك في القائمة محاولاً الارتفاع من قدرهم إلى مستواكم. فالكبير في استطاعته أن يتواضع لأن تواضعه يرفع من شأنه. وإنني لست مدهوشاً من مثل هذا العمل، فقد نكون في زمان ينطبق عليه القول:
((ركب الرديف وراعى الكور حول)).
ابنكم: فيصل محمد زيدان
 
طباعة

تعليق

 القراءات :685  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 474 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.