شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الريم
ـ وسافر في مهمة، حتى إذا وصل إلى ((الصمان)) وابتعد عن ((النفود)) طاب له أن يستريح، وأحب أكثر أن تستريح السيارة، فالسفر الطويل يتعب الإِنسان والراحلة ولو كانت سيارة وبينما هو يقبل في ظل السيارة لمح في ضوء السراب إنساناً يسير نحوه، وحدق ينظر إليه، فوجد في يده هلالاً أبيض فهمس يجرد من نفسه إنساناً آخر.. يقول:
أتلك قطعة من القمر؟
حتى إذا وصل إليه ذلك الذي لفه السراب وجده يحمل ريماً رضيعاً فتعلق يريد أن يشتري الريم، فابتاعه وليست عنده ((بزازة))، ولم يكن يألف أن يحمل الحليب العلب، وفتقت له الحيلة أن يطلب من صاحب الريم عنزاً مازال في ضرعها الحليب.. وأسرع البدوي إلى مضاربه في السيارة يأتي بالعنز.
ورحل صاحبنا إلى المكان الذي أريد يحمل العنز والريم في السيارة التي هي كالجنيبة مع سيارته الصغيرة، حتى إذا انتهى من مهمته وعاد إلى المدينة الكبيرة أطلق العنز والريم في الحديقة الغناء.
وجلس عصر يوم والريم والعنز يرتعان، وعلى جال القنطرة يسيل منها ماء نمير أبيضت الأرض تحته كأن حصاها يصلح حلية للعرب الأعراب، وإذا الريم يبصر حنظلة يسرع إليها، دعته غريزة الظباء طعامها الحنظل في الصحراء، واختطف وريقات من الحنظلة لاكها ثم مجها، فقالت العنز للريم.. أتمجها وهي طعامك؟ قال: لقد أفسدها طين الأرض ووفرة الماء وخيمة الظلال.
وما كان صاحب العنز والريم يعرف لغة الحيوان، فذلك من الملك الذي لا ينبغي لأحد بعد الرسول النبي سليمان، ولكنه فهم الحوار بين العنز والريم كان يعرف الحنظلة في الصحراء والحنظلة على قنطرة الماء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :585  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 464 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج