شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أنا وصاحبي
ـ وتحدثت إلى صاحبي الذي كان شاباً دأبه أن يحترف السلب ضد كل شيء كأنما يريد أن الدنيا تسير على هواه يرفض المتعة لأنه يكره زوالها. ويمتع نفسه بالرفض حيث يزعم أن رفضه استقلال لذاته.. وكنت على نقيضه. أحترم الإِيجاب، كل شيء مقبول لدي. المتعة لا أرفضها، لها وقتها، وما يكربني أنتظر فرجه ليكون الأمل في الفرج متعة جديدة.
ومضت سنون فإذا أنا وهو نتبادل المواقف فقد أصبح إيجابياً كأنه هو أنا فيما مضى. وأصبحت سلبياً كأني هو فيما مضى. وقلت له: أراك اليوم أصبحت تستجيب للأشياء، لا ترفض المتعة ولا تجزع من الكرب. فهل أنت حين قاربت تصل إلى سن الكهولة قد أتعبك السلب والرفض فأردت أن تستريح إلى الإِيجاب؟
فقال: لم أستوح من الكهولة ذلك. وإنما هي الأحداث علمتني أن أتجه إلى الصبر عليها، فالمقاومة لهذه الأحداث أصنع بها حدثاً مكرباً لنفسي. ولهذا أتحمل كربها فلا أضيف لها كرباً أصنعه لنفسي.
وقلت له: تخريج أقبله، وإن كنت مصراً على أن الكهولة هي التي صنعت ذلك بالتعجيز لا بالعجز. أما أنا فحين أصبحت كما كنت أنت من قبل أجابه الأمور بالرفض والسلب فإن ذلك من فعل الشيخوخة. أعادتني الشيخوخة إلى طفل جديد. وما أكثر ما قلت إن الشيخوخة طفولة جديدة.
فالشيخ الطفل الآن أصبح رافضاً. فأنت ترى أن الأطفال يستجيبون لما يرغبون. ويرفضون بعناد كل ما يكرهون.
قال: يسعدني أن أكون الكهل. ويشقيني كشجي بك أن تصل إلى الشيخوخة.
قلت: أرجو أن تعيش طويلاً حتى تصل إلى مرحلة الطفل الجديد تعود إلى الرفض والسلب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :569  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 463 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج