وكانت السماء المعطاء في قطر |
بوابل من المطر |
فؤادك ماذا به يا عمر؟ |
أما تبت عن شزرات النظر؟ |
أطائفُ شِعرٍ تَنائَى به |
فلَيس له في الدُنا مُسْتقر |
أم الحبُ من فم ثَغْرٍ بَرُود |
وظَبْي شَرودٍ دعا فأتمر |
وهام عُروجاً ودانى بروجاً |
من النُور في بَحْثه عن قمر |
ورُوحُك ماذا أَأَسْرى به |
من الأَسْرِ غيث هَمَى وانهمر |
فأرَّج في الجو أثرى الرِمال |
شَذى دوحة فاق عطر الزهر |
ولما تبَخر عوداً إلى السماء |
سحاباً بديع الصور |
تشبثت منه بأنفاسه |
وكانت حراراً وكنت الأحر |
وأرسلتَ رُوحك من أسرها |
فجازَ بها الوَجدُ دُنيا البشر |
وجاوزها في هُيام الجوى |
إلى عالم المدنفين الأغر |
غمام وشمس الضحى فوقه |
وللغيم كرٌ عليها وفرَّ |
شفوف من الحلم الليلكي |
وزهر البَنَفسج فيها انتثَر |
سجى الأفق واسترسلت في المدى |
رؤى الحب والشعر يقفو الأثر |
وحلقْتُ في سَبحَاتِ السَنا |
فأبصرت في ضوئها ما اسَتَر |
وجنَّح لي سرحتي في الهوى |
أُوامٌ تلَظَّى وشَوقٌ زفر |
فأُسمعت خفقة قلب يُحَيِّي |
فَيُحْيي ويَهمسُ لي في خَفر |
يُرحب بي في حَياءٍ جَريء |
ويَفترُّ مبتسماً عن درر |
فيخفقُ قلبي له مقبلاً |
عليه كإقباله في حذر |
وبينا أنا في انتشاءِ المنى |
دجا الأفق منكدراً واكفهر |
وأيقظني البرقُ من غَفْوتي |
وصاح بي الرعد لا يا عمر |
وجالت يدي فوق عينيْ خيالي |
وفي عَبَراتي عَذْلُ العِبَر |
وقال لنفسي عقلي أيا |
غريباً رويدك عزّ الصبر |
أتحيا الطفولة رغم المشيب |
تَفرُّ إليها وما من مفر |
أما آن أن تتلقى الحياةَ |
على أَنَّها سَفَر في سفر؟ |
هو القلبُ لا خفق إلا به |
أتمضي وتتركه في قطر؟ |
وقال لي الشِعر يا هائماً |
يذوبُ ومحبُوبُه ما شعر |
فصبراً على حَملِ عبءِ الجهادِ |
وبُشرى فما خابَ حر صبر |
وبين المُنَى والمنَايَا سِباقٌ |
ونورُ البصيرةِ يَجلو البَصرْ |
تنهدتُ والوجدُ في زفرتي |
وللمجد في خطراتي قدر |
وشمرت عن ساعدي ساعياً |
وفي الغيب موعدي المنتظر |