شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري ))
ثم أعطيت الكلمة للشاعر الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه حياكم الله وبياكم أيها الإِخوة الأحباء، والأساتذة الأجلاء.
- يقولون ألسنة الخلق أقلام الحق... فهذا الثناء المجمع عليه الذي يصدر عن قلوب وعن مشاعر صافية خالصة مخلصة لا تشوبها شائبة غرض وإنما هي تعبير لأخ كريم وفي بذل من ذات نفسه، وبذل من جهده ما استطاع وما وفقه الله إليه فاستحق بذلك ثناء الخلق ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون مقامه عند الله أكبر من مقامه عند الناس.
- والأستاذ عبد المقصود خوجه يسنُّ هذه السنة في تكريم الجديرين بالتكريم، أصحاب البذل والعطاء، والتعريف بهم. وهو بذلك يوفي أهل الجدارة بعض حقوقهم، وهو بذلك يشجع الناس أيضاً بأن يسيروا في هذا الطريق المؤدي إلى ثناء الناس وإلى رضا الله سبحانه وتعالى. والإِخوة الكرام الذين يتوافدون على هذه الأمسيات، أو بالأصح النوادي الأدبية بمشاعرهم الصادقة وقلوبهم ونفوسهم الطيبة المقبلة، لهم الفضل والثناء على ما يشاركون به في مثل هذه الأغراض النبيلة الطيبة التي تجمع أمثالهم.
- فأخذ الله بأيديكم جميعاً وشكر الله لكم، وزادكم من عطائه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم يطالب الحضور الشاعر عمر بهاء الدين الأميري بإلقاء شيء من شعره فيستجيب قائلاً:
- ليس عندي ما يستحق أن أضن به أو أتدلل، ولكن المائدة تنتظر النفوس، يعني ولكن على كل حال وأنا قادم إلى هنا قلبت أوراقي فوجدت قصيدة عنوانها (مَهاة وشاعر في دوحة قطر)، يعني مثل هذه المجامع لا تليق فيها قصائد البث والهَم، وأما الثناء والدعاء فقد تكرم أخي الشاعر فعبر عنهما باسمنا جميعاً.
- كان الشاعر الإِنسان في هيامه الحيران يكابد لأواءه ويتابع مضاءه ولاحت له في صحراء حياته القفراء "مهاة من دوحة الشعر".
وكانت السماء المعطاء في قطر
بوابل من المطر
فؤادك ماذا به يا عمر؟
أما تبت عن شزرات النظر؟
أطائفُ شِعرٍ تَنائَى به
فلَيس له في الدُنا مُسْتقر
أم الحبُ من فم ثَغْرٍ بَرُود
وظَبْي شَرودٍ دعا فأتمر
وهام عُروجاً ودانى بروجاً
من النُور في بَحْثه عن قمر
ورُوحُك ماذا أَأَسْرى به
من الأَسْرِ غيث هَمَى وانهمر
فأرَّج في الجو أثرى الرِمال
شَذى دوحة فاق عطر الزهر
ولما تبَخر عوداً إلى السماء
سحاباً بديع الصور
تشبثت منه بأنفاسه
وكانت حراراً وكنت الأحر
وأرسلتَ رُوحك من أسرها
فجازَ بها الوَجدُ دُنيا البشر
وجاوزها في هُيام الجوى
إلى عالم المدنفين الأغر
غمام وشمس الضحى فوقه
وللغيم كرٌ عليها وفرَّ
شفوف من الحلم الليلكي
وزهر البَنَفسج فيها انتثَر
سجى الأفق واسترسلت في المدى
رؤى الحب والشعر يقفو الأثر
وحلقْتُ في سَبحَاتِ السَنا
فأبصرت في ضوئها ما اسَتَر
وجنَّح لي سرحتي في الهوى
أُوامٌ تلَظَّى وشَوقٌ زفر
فأُسمعت خفقة قلب يُحَيِّي
فَيُحْيي ويَهمسُ لي في خَفر
يُرحب بي في حَياءٍ جَريء
ويَفترُّ مبتسماً عن درر
فيخفقُ قلبي له مقبلاً
عليه كإقباله في حذر
وبينا أنا في انتشاءِ المنى
دجا الأفق منكدراً واكفهر
وأيقظني البرقُ من غَفْوتي
وصاح بي الرعد لا يا عمر
وجالت يدي فوق عينيْ خيالي
وفي عَبَراتي عَذْلُ العِبَر
وقال لنفسي عقلي أيا
غريباً رويدك عزّ الصبر
أتحيا الطفولة رغم المشيب
تَفرُّ إليها وما من مفر
أما آن أن تتلقى الحياةَ
على أَنَّها سَفَر في سفر؟
هو القلبُ لا خفق إلا به
أتمضي وتتركه في قطر؟
وقال لي الشِعر يا هائماً
يذوبُ ومحبُوبُه ما شعر
فصبراً على حَملِ عبءِ الجهادِ
وبُشرى فما خابَ حر صبر
وبين المُنَى والمنَايَا سِباقٌ
ونورُ البصيرةِ يَجلو البَصرْ
تنهدتُ والوجدُ في زفرتي
وللمجد في خطراتي قدر
وشمرت عن ساعدي ساعياً
وفي الغيب موعدي المنتظر
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :625  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 133
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.