شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء - الجزء الرابع - النثر - مقالات منوعة في الفكر والمجتمع
 
آن أن يكون للدولة موقف
لا حاجة بنا إلى تجاهل حقيقة أن أعداداً كبيرة من أبنائنا، خرّيجي الجامعات وحملة المؤهّلات في مختلف مناطق المملكة، محتاجون للعمل، إن لم يكن في أجهزة الدولة التي أصبحت شبه متخمة، ففي المؤسسات والشركات، ومنها البنوك، التي أعطانا الأستاذ محمد عمر العامودي صورة عن موقفها من المواطن الشاب الذي حمل شهاداته إلى أحد البنوك الكبرى في جدّة آملاً في أن تتاح له فرصة العمل، فيواجه من رئيس القسم القانوني - وهو من أبناء الدول العربية الشقيقة - بكلمة (نأسف لعدم توافر الخبرة لديك)..
والذي تحدّث عنه الأستاذ محمد عمر العامودي، واحد من كثيرين، أسمع أنهم أصبحوا يترددون على مؤسسات وشركات القطاع الخاص، ومنها البنوك، ليواجهوا إمّا بالوقاحة التي وصفها الأستاذ العامودي، وإما بالشفقة الممطوطة، تتكرّم بكلمة (آسفين).
ويقول الأستاذ العامودي، إن نسبة المتعاقدين في المؤسسات الطونية الكبرى - ومنها البنوك - تتجاوز الثمانين في المائة. وأن مدير فرع أحد البنوك، قال له إنّه المواطن الوحيد في جهاز يربو عدد موظفيه على الثمانين.. وليس ذلك لعجز في كفاءة أبنائنا، وإنما لأن البنوك (المسعودة) تضع جميع الصلاحيات في يد عضو مجلس الإدارة المنتدب، وهو عادة يمثل البنك الأجنبي، ولا صلاحية إطلاقاً لأي مدير يضعه البنك في وظيفة كبيرة، تغطية لحقيقة أن الاعتماد على المتعاقدين، ومن مختلف أقطار الأرض بل وربّما من غير المسلمين.
الكثير من شركات ومؤسسات القطاع الخاص والبنوك (المسعودة) يبرر الاعتماد على المتعاقدين، بأن الشاب السعودي، لا يتمتع بالخبرة، وربمّا اتهم بالاسترخاء، وضعف الجدّية والمصداقية في أداء عمله.. وهو مبرر تقليدي ترسّخ في أذهان الكثيرين نتيجة لما أفرزته سنوات الطفرة من ظاهرة الميوعة في بعض الشباب، ولكن الصورة تغيّرت اليوم إلى حد كبير وذلك البعض الذي مثّل الظاهرة الرديئة، أخذ يفيق، ويدرك أن الأوضاع قد عادت إلى طبيعتها وأن عليه أن يعمل ليعيش.
ومن هذا المنظور، أصبح الموقف والوضع يطالبان، بالموقف الذي لا يملك حسمه إلا الدولة التي تستطيع أن تكتشف أوضاع وحقيقة العمالة الأجنبية، التي لم يعد مقبولاً، أن تزاحم أبناءنا، في وطنهم، وفي حقهم المقرر، في العمل والارتزاق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :545  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 74 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الخامس - لقاءات صحفية مع مؤسس الاثنينية: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج