شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يـا دليلـي!
حارَ قَلْبي – ولَمْ يَزعلْ – فـي هَواهـا
لَيْتَه في التقائِنا ما رآها
بَرّحَ الوَجْدُ يا خليلي بصَبٍّ
صَرَعَتْه، ولا يحبّ سِواها
حَبَّ عَشْراً وتـابَ عَشْـراً، ولكـنْ
بَقِيَتْ عِنْدَه التي لا تُباهى
يَكْتَفي بالخَيال إنْ هِيَ صَدّتْ
أو لا يَحْمِل الخَيالُ شَداها؟
كلَّما زارني تَجدَّدَ شَوْقي
يا لَشَوْقي لكَمْ أثارَ أباها
أوَّلُ الحُبِّ بَيْنَنا تُرّهاتٌ
أعْرَبتْ عَنْ صَبابتي وصَداها
ثم شَفَّ الحَديثُ وانسَجَم القَصْدُ – وباحَتْ بسِرِّها عَيْناها
قَدَري أنْ أموتَ فيها هُياماً
ما عَلَيْها إذا قَضَيْتُ فِداها؟
نارُها في الضُّلوع بَرْدٌ، فطيبي
يا ضُلوعي، ورَحّبي بلَظاها
مَلأَتْ دَرْبي المِلاحُ، ولكِنْ
لا تَرَى مُقْلَتي سِوى ليْلاها
لَطَفَ اللهُ بالمُعَنّى فكَمْ يَشْقَى – وتَبْقَى فتاتُه أحْلاها
شَأتِ الظَّبْيَ مُقْلتاها ولكنْ
أرْجَفَ الظَّبْيُ أنّه قَدْ شآها
فمُها الحُلْوُ سَكّرٌ ورَحيقٌ
يا لَخَمْر الشِّفاه ما أزْكاها!
ما نَهاني عَن الصَّبابة شَيْبٌ
ويْح قَلْبي إذا انْتَهى أو تَنَاهى
لا يُلامُ المَحْرومُ مَرَّ بحَقْلٍ
وتَدَلّتْ تفاحَةٌ فجَناها
شابَ فُوْدي ولا يَزالُ فُؤادي
يَقْتَفي إثْرَها، ويَجْري وَراها
كلُّ حُبٍّ لَمْ يَعْتورْهُ عَذابٌ
يَنْقضي بَيْن لَيْلةٍ وضُحاها
لَمْ يَكُنْ للحياةِ عِنْدي مَعْنًى
أتَمَلّى جَمالَه لَوْلاها
هِيَ رَغْمَ الدَّلال والصَّدِّ تَأبَى
غَيْرَ مَجْنونها فَتىً يَهْواها
تُبْت عنهـا… فيـا فُـؤاديَ حـاذِرْ
ثم حاذِرْ ألاّ ترودَ حِماها
تُبْتُ عنهـا… فـلا تُصَـدِّقْ مَتابـي
إنَّه كِذْبةٌ تَحُزّ الشِّفاها
كَيْفَ يَنْسَـى الربيـعَ أيْـكٌ وطـَيْرٌ
نُعْمَياتُ الرَّبيع مَنْ يَنْساها؟
كُتِبَتْ آيةُ السُّهادِ عَلَيْنا
فلْتَنَمْ في هناءَةٍ مُقْلتاها
إنْ تناءَتْ ديارُنا ففُؤادي
أبداً حائمٌ على مَغْناها
يَجْتَني مـِنْ فَـم البَنَفْسـج رَيّاهـا –
ويَحْسُو مِنَ النَّسيم نَداها
المسافاتُ – إن تلاقَت قُلوبٌ –
يَنْطَوي مدُّها ويُمْحَى مَداها…
* * *
يا دَليلـي، ألَسْـتَ تَسْمَـع صَوْتـي
يا دَليلي! ألَيْسَ هذا ثَراها؟
ضاعَ في غَمْرة الظَّلام دَليلي
لا عَلَيْه!.. فإن قَلْبي يَراها!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :417  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 574 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.