شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شعلـة النُّـور
على ضريح الشاعر حسني عبد المالك
كَتَمْتُ دَمْعي فخانَتْني أساريري
يا وَيْحَ قَلْـبيَ مِـنْ جَـوْرِ الأسَاطِـيرِ
أكُلّما افترَّ ثَغْـرُ الدَّهْـرِ عَـنْ قَبَـسٍ
مِنَ الرَّجاء تلاشَى في الدَّياجير؟
ما إنْ أدافع تكشيراً يؤرقني
حتى تُفاجئني الدنيا بتكْشيرِ
في كلِّ يـومٍ تَغـولُ النائِبـاتُ أخـاً
أخْلاقه الـرَّوْضُ ماجـَتْ بالأزاهـيرِ
حُلْوُ السريرة عَـفّ الذَّيْـل طاهِـرُهُ
صافي المَوارِدِ شَفّافُ المصاديرِ
ما ضَرّ لَوْ كان قَلْـبي جَلْمَـداً خَشِنـاً
تَخيب في هَزه هُوج الأعاصيرِ
يَشْقَى أخو الحُسِّ مَهْمـا بَـشّ طالِعُـهُ
فاعْجَب لأسْيانَ في أثْـواب مَسْـرورِ
يا مُولَعاً بِصِلاتِ الوُدِّ يُكْثِرُها
ظَلَمْتَ قَلْبَك ظُلْمـاً غَـيْرَ مَحْصـورِ
عَرّضْتَه للأسَى في كلِّ سانحةٍ
فلَيْسَ يَخْفِق إلا خَفْقَ مَذْعورِ
يخافُ كلَّ صَباحٍ أنْ يُفاجئه
صَوْتُ النَّذيـرِ بجُـرْحٍ غَـيْرِ مَسْبـورِ
إذا غَفا فعَلَى الأشواك تَلْدَغُه
وإنْ صَحَا فَعَلَى مِثْلِ الأظافير
لا يَسْلَمُ الحيُّ مِـنْ هَـمٍّ ومِـنْ ألَـمٍ
إلاّ إذا اعْتَزَلَ الأحياءَ في طُورِ
* * *
يا راحـلاً وحَميـدَ الذِّكْـرِ يَخْلُفُـه
لَمْ يُبْقِ يَوْمُك قَلْباً غَيْرَ مَفْطورِ
نَمْ في ضَريحِك راضـي البـالِ ناعِمَـه
هَيْهَات تُطفـي المنايـا شُعْلَـة النـورِ
سَيَذْكُر الدَّهْرُ ما خَلّفْـتَ مِـنْ أثـرٍ
حَيٍّ، ومِنْ أدَبٍ بالدَّمْعِ مَسْطورُ
نَفَضْتَ كَفَّـك مـِنْ دُنيـاك مُكْتَفِيـاً
منها بأيْسَـرِ مِـنْ نَقْـدات عُصْفـورِ
فعِشْتَ مِنْ زُهْدِك المَيْمون فـي سَعَـةٍ
ولُذْت مِنْ نَفْسك الشَّمَّاء فـي سُـورِ
* * *
قُلْ للمُفاخِر بالأمْوال يَذْخرُها
فَخْرُ الرجـال بمـالٍ غَـيْرِ مَذْخـورِ
يَفْنَى الحُطـامُ ويَفْـنى ذِكْـر صاحِبـه
وثَرْوةُ الفِكْر تَبْقَى للأداهيرِ
لو كان حُسْني غنيَّ الجَيْب ما ارْتَفَعَتْ
في يَوْمه غَيْرُ أصْوات الدنانيرِ
لكنَّه البلبُل الصَّدّاح فارَقَنا
فهَزَّ مَنْعاه أسْرابَ الشَّحَاريرِ
وصَوّح الـرَّوْضُ، فالأزْهـار ذاويـةٌ
والنَّهْرُ يزفُر في آلام مَصْدورِ
ودَوْلَة الأدَب العالي مُوَلّهةٌ
تَبْكي الفَضيلة في جِلْباب عِريرِ
تبكي الـنَّزاهةَ لَمْ تَزْحَفْ إلى غَـرَضٍ
والعَبْقَريّة لَـمْ تسْكُـتْ عَـنِ الـزُّورِ
تبكي الـيَراعَ الـذي أعْلَى مَنارتَهـا
وذادَ عَنْ حَرَمَيْها كُلَّ مَغْرورِ
تبكي فـتىً لَمْ يَخفْ في الحـقِّ لائمـةً
ولَمْ يُبَخّرْ ولَمْ يَرْتَحْ لِتَبْخيرِ
لا خَيْرَ في أدبٍ هانَتْ كَرامَتُه
وفي أديبٍ ذَليل النَّفسِ مَأجورِ
* * *
يا حُسْن كَـمْ غَمَرَتْـنِي مِنْك نافِلـةٌ
وكَمْ سَهِرتَ علـى فَـنِّي وتَفْكـيري
فاعْذُرْ إذا هاضَت الأحْـزان أجْنحـتي
وغُضَّ طَرْفَك عـن عَيِّـي وتَقْصـيري
لَمْ يَبْقَ في مُقْلَـتي دَمْـعٌ أجـودُ بـه
فاقْبَلْ وُجوميَ عُنواناً لتَقْديري
 
طباعة

تعليق

 القراءات :365  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 573 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج