شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هـذا هـو الفـن
إلى ودِيع الصَّافي تحيّةَ إعْجاب ومحَبَّة
مِنْ عَبْقَرٍ أنتَ لا مِـنْ عالَـم البَشَـرِ
آمَنْتُ بالسِّحر في صَوْتٍ وفـي وَتَـرِ
أُعْجُوبةُ الفَنِ في لُبْنـانَ قَـدْ ظَهَـرَتْ
مَنْ لا يَرَ الشَمْسَ فَلْيَعْتَبْ على البَصَـرِ
حَمَلْتَ مُنْذُ صِباكَ الغَضِّ رايتَهُ
في الشرقِ والغربِ لم تسأمْ من السفَـرِ
سفارةٌ لم تَشُبْها قِطُّ شائبةٌ
ولَمْ يَنَلْ واغِـلٌ مِـنْ صِيتهـا العَطِـرِ
أثْنَى عليكَ أميرُ الفَنِ مُنْتَشِياً
وهَلّلَتْ دُرّةُ الشَّرْقَيْن للخَبَر (1)
وقال رَوْضٌ لِرَوضٍ، ما وَعَـتْ أذُنـي
صَوْتاً كَهَذا يَهُـزّ الـروحَ في الشَّجَـرِ
أكُلُّ شاديَةٍ في الأرْزِ تُشْبِهُهُ
وكلُّ شادٍ يُغَنّي لابْنَةِ القَمَر
فيهِ مِنَ العَسَـل الصافـي خُـلاصَتُـهُ
ومن نَدَى الفَجْر ما يَبْدو علـى الزَّهَـرِ
ما قالَ "يـا لَيْـلُ" إلاّ صَفّقتْ شُهُـبٌ
مِنْ أَولِ الشَّهْرِ حـتَّى آخِـر الشَّهْـرِ
قُلوبُنا لُعَبٌ في كَفّهِ ودُمىً
إنْ شاء طيَّرَها أوْ شاءَ لَمْ تَطِرِ
لولا "وَديعٌ" وسِـربٌ مِـنْ عَشيرتِـهِ
لَمْ يَخْرجِ الفنُّ مِنْ تاريخِـهِ الحَجَـري
ولا تَفَتَّقَ عمَّا فيه مِنْ دُرَرٍ
ولا تألَّق بالألوان والصُّورِ
للحبِّ غنّى، ولكنْ جـلَّ عَـنْ سَفـهٍ
ونَزّه الحُبَ عمـا شـاع مِـنْ قـَذَرِ
تُصْغي إليه فتاةُ الخِدْرِ عالِمَةً
أنْ لَيْسَ تَسْمَعُ ما يَدعـو إلـى الخَفَـرِ
يُثِيرُ أرْفَعَ ما فـي النَّفْـس مِـنْ قِيـَمٍ
إمّا اسْتَغَلّ سِـواه ضَعْفهـا البَشَـري
هذا هو الفَنُّ: إبْداعٌ وتوعيةٌ
ودعوةٌ للهوى الخالـي مـن الوَضَـرِ
هذا هُـوَ الفَـنُّ، لا ما تدّعـي فِئَـةٌ
لَمْ تُبْقِ باقيَةً للفَنّ، أو تَذَرِ
غَلّتْ يَدَيْه، وغَضَّـت مِـنْ كرَامتِـهِ
فكَيْفَ يَسْبَـحُ بَـيْنَ الأنْجُـمِ الزُّهُـرِ
إنْ لَمْ نُطَهّرْ مِـنْ الشَهَـواتِ نَظْرتَنـا
فَنَحْنُ في درَكٍ والفَنُّ في خَطرِ
* * *
وديعُ حيّاك باسْـم الشعْـر مُغْتَـربٌ
صاحَبْتَهُ في ليالـي الشَـوْقِ لِلسَحَـرِ
يأوي إلى ظِلِكَ الضافـي إذا قَطَعَـتْ
دُروبَهُ عادِياتُ الوَجْد والسَهَرِ
ضَيَّعْتُ خَطْوَكَ في اليوم الرهيبِ فهَـلْ
ضَيَّعْتَ مثلي في أهواله أثري (2)
دَعْني أقُلْ لِبُغاثِ الفَنِّ إنَّهمُ
وقرٌ على السَمْـعِ أو غَيْـمٌ بلا مَطَـر
فلْيَقْبِسوا مِنْـكَ أوْ فَلْيَخْتَفـوا خَجَـلاً
شَتَّان شتان بَيْنَ الماسِ والمَدَرَ
هَزّتْ لـواءَك غَلْوائـي فقُلْـتُ لهـا
ماذا على الشَّمْسِ إنْ مَالَتْ إلىَ القمـر؟
* * *
يا رَبِّ إنِّي لَفي شَوْقٍ إلى وَطَني
فهَلْ أرَى وَجْهَه في آخِرِ العُمُرِ؟
طالَتْ إلَيْه طَريقـي وانْـبَرَتْ قَدَمـي
لكنْ رَضيتُ بما خَطّـتْ يَـدُ القَـدَرِ
لئِنْ قَضَيتُ بعيـداً عَـنْ ثَـراه فـلا
تَحْرِمْ ضَريحي مِنْ صَـوْتٍ مِـنْ وَتَـرِ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :367  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 567 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج