شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فتََـى الشَّهْبـاء
ودّع بها صديقه الوفي الأخ حمـزة محمد حمـزة لدى انتقاله من السفارة السورية في بوانس أيرس إلى السفارة السورية في برازيليـا، عام 1987
-1-
فَتَََى الشَهْباء يُبكينا الودَاعُ
فهَلْ بَعْدَ الفِراق لنا اجْتماعُ؟
أَخَذْتَ قُلوبَنا فاحْرِصْ عليها
إذا ضاعَتْ فنحنُ هنا ضِياعُ
تَرافَقْنا فأحبَبْناك طَوْعاً
وهَلْ تُشرَى العواطِفُ أو تُباعُ؟
كَرُمْتَ أباً وتَرْبيَةً وخُلْقاً
فما أزْرَى بسُمْعَتِك اْتِّضاعُ
كِرامُ الناسِ يتَّضعون أصْلاً
وليسَ بشامخٍ إلا الرَّعاعُ
سِراجُ اللَّيْلِ في الآفاقُ حُلْوٌ
وأحْلَى منه في الوادي شُعاعُ
ستَبْقَى في ضمائرنا مُقيماً
فلَنْ يَقْوى على الحبِّ الوداعُ
* * *
-2-
غَداً تَمْضي إلى الوَطَن الحَبيبِ
فخُذْ قَلْبي، وخُذْ مَعَهُ وجيبي
وبُتَّ لِداتيَ الباقينَ وَجْدي
إذا سألوك عَنْ خِلٍّ كَئيبِ
على بَسَماته فَتحتُ عَيْني
ومِنْ نَسَماته أَرَجي وطِيبي
إذا باهَى بمَوْطِنه أديبٌ
زَهَوْتُ عليه بالوَطن الأديبِ
وإن كُنْتُ البعيدَ فإنَّ قَلْبي
أحَنّ عليه مِنْ قَلْب القَريبِ
ليَحْرقُني الحنينُ إليه، لكنْ
أخاف المـَوْتَ يَقْطَـعُ مِـنْ نَصيـبي
غُصوني في عِراكٍ مَعْ جُذوري
فيا ربّاه رِفْقاً بالغريبِ!
* * *
-3-
غداً تَسَتَقْبل الشَّهْباءُ شِبْلاً
تَتيه به ابتهاجاً وافتخارا
يَعيش قَضيّة الوَطَنِ المُفَدّى
ويَخْدُمه بعَزْمٍ لا يُجارَى
إذا عزّ استطارَ به اعتِزازاً
وإنْ هَبّ الهواءُ عليه ثارا
يَحُومُ عليه عاطفةً ورُوحاً
ويُدْمِنُ ذِكْرَه ليلاً نَهارا
يُفاخِرُ باسمه شَرْقاً وغَرْباً
ويَرْفَعُ بَنْدَهُ نوراً ونارا
مآثِرُهُ كثيراتٌ… ولكنْ
متى ولدت أعد لها ستارا
ولَمْ أرَ في الكرامِ أبرَّ مِمّن
إذا ذُكرتْ مَحامِدُه تَوارَى…
* * *
-4-
فَرَشْتُ جَوانحي لأخٍ نَبيلٍ
بألوانِ المودَّة قَدْ حَباني
تكاثَرَ مَنْ أحبّوه، ولكنْ
لأنِّي لَمْ أصانِعْه اصْطفاني
أحاطَ بعَطْفِه أدبي وشِعْري
فطارَ اسمي، وسالَمني زَماني
على حُبّ الدِّيار قَدِ التَقَيْنا
وزَاحَمني على حُبّ الغَواني
ولولا الخَوْفُ مِنْ غَلْواءَ كنّا
بمَيْدان الهَوى فَرَسيْ رِهَانِ
فلَمْ يَطْمعْ بأكثرَ منه قَلْبي
ولم يَعْلَقْ سِواه على لِساني
ومَنْ يَصْحَبْ كريماً أرْيَحِيًّا
فقد صَحِبَ الحسامَ الهُنْدواني
* * *
-5-
بِحفْظِ اللهِ يا أوفَى وَفيٍّ
لأسبابِ الصَّداقة والإِخاءِ
تَعارَفْنا بعَهْدِك وائْتَلَفْنا
فصَلُّوا كيْ نَظلَّ على ولاءِ
قِوام النَّصْر إيمانٌ، وإلاّ
فقد غلَـبَ الظَّـلامُ علـى الضِّيـاءِ
لواؤُك بْينَنا هَيْهات يُطوَى
سَنَرفَعُه إلى كَبِدِ السَّماءِ
وحَقْلُك لَنْ يجورَ عليه قَحْطٌ
سَنَرْويه بدَمْعٍ، لا بِماءِ
يَعِزّ على قُلوبِ الصَّحْبِ ألاّ
يَرَوْكَ من الصَّباح إلى المساءِ
ويُبْكينا فِراقُك عَنْ قَريبٍ
ولكنْ لا فِراقَ بلا لِقاءِ!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :416  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 555 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج