شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سـل الخمائـل عنـي
إلى الشاعر وَصفي قرنفلي، تحية لديوانه "وراء السراب"
أطَلَّ كالفَجْرِ، بَـلْ أزْهَـى، وحَيّانـي
فقُلْتُ أهْلاً ألاَ انْـزِلْ بَيْـنَ أجْفانـي
كَمْ هَزَّني لِلِقاهُ الشَّـوْقُ، فاعْتَرَضَـتْ
حظَّي طوارئُ أقْدارٍ وحدْثان
يا شاعِـرَ الثَّـوْرَة الزَّهْـراء يُطْعِمُهـا
أفْلاذَ قَلْـب شديـدِ الوَجْـدِ وَلْهـانِ
تَمُضُّه دَمْعَةُ الباكي، ويَجْرحُهُ
ما اسْتَنْبَطَ النـاسُ مِـنْ زُورٍ وبُهْتـانِ
ومِنْ خُرافاتِ أحْسابٍ مُؤثَّلةٍ
ومِنْ سَخافات أحْقاد وأضْغانِ
ومِنْ أهازيلِ أحْلاف وأنْظِمةٍ
ومِنْ أباطيل أجْناس وألْوان
بَيْـني وبَيْنـك يا ابـنَ العـمَّ رابطـةٌ
هَيْهات تُفْصَـم، مِـنْ شِعْـرٍ وإيمـانِ
يَزيدُها أنَّنا نَسْعَى إلى هَدَفٍ
ونَقْطَع الدَّرْب فـي جَهْـدٍ وحِرْمـانِ
سلاحُنا في قِراع الظُّلْم قافيَةٌ
غَضْبَى، تُصَدَّعُ رُكْنَ الظالِـم الجانـي
أنْظارُنا في مَطاوي الأفق عالِقَةٌ
إن السَّرابَ الـذي أغْـراكَ أغْرانـي
سُبْحان مَنْ جَمَـعَ الأرْواحَ فائتلَفَـتْ
رَغْم المسافات، مِنْ قـاصٍ ومِـنْ دانِ
سَلِ الخَمائِـلَ عنَّـي، فَهْـي تَعْرِفُـني
طَيْراً يَحومُ على نَهْرٍ وأفْنانِ
تَكْفيه حَبّة قمْحٍ كـي يَعيـشَ، فَمـنْ
أغْناكَ أغْناه عَنْ حبّاتِ مَنّان
يَسْتَقْبل الفَجْر بشاشاً، ويُرْمِضُه
مَوْتُ البَنَفْسَج في رَيْعان نِيسانِِ
شاطَرْتُُ قَوْمي ما شاطَرْتَ مـن أمـلٍ
ويَشْهَدُ اللهُ ما أشجاكَ أشْجاني
وثُرْتُ مِثْلَكَ – ما قَـدّرْتُ عاقِبـةً –
على الذين استباحُـوا حـقَّ أوْطانـي
على الأُلَى انتَهكُوا عِرْضي، وما احْترَسوا
ما حـرَّم اللهُ مِـنْ سِـرّي وإعلانـي
على الذين تمادَوا في مفاسِدِهِم
يَحْيمهم سَوْطُ جَلاّدٍ وسَجّان
على الذين بحَبْـل الباطِـل اعْتَصمـوا
هل حالَفَ البُطْـلَ إلاّ كُـلُّ شَيْطـانِ؟
على السَّقامِ بدا في زِيَّ عافيةٍ
على المُهَرّج في سِيماء أسدان
عَجِبْتُ للنـاسِ لا أسبـابَ تَرْبِطُهـم
وكلُّهم – ما تمـادَى عُمْـرُه – فـانِ
يَسْتَقْتلون علـى الأوْهـام تَخْدَعُهـم
ويَسْجُدون لأصنامٍ وأوْثانِ
مَنْ ذَا يقول لَهُمْ إنّا سَواسِيَةٌ
لا فَرْقَ ما بَيْنَ أسيادٍ وعُبْدانِ
الأرْض دارٌ، وأهْلُ الدار عائلةٌ
فكيْفَ يَفْتِكُ إنْسانٌ بإنْسانِ
وكَيْفَ تَسْرِقُ خُبْـزَ الكادحـين يَـدٌ
تَعيشُ للهَدْمِ أو تَجْني علـى البانـي؟
وكَيْف يَخْنُقُ صَوْتَ الشَّعْبِ حاكمُـهُ
والحُكْمُ يَبْرأُ مِنْ ظُلْمٍ وطُغْيان
يَحارُ عَقْلي بألْغـاز الوُجـود، فمَـنْ
يَهْدي بحِكْمَتِه أبصارَ حَيِران؟
* * *
يا شاعِرَ الثَّوْرَةِ الزَّهْـراء عِشْـتَ لهـا
هذي تَحِيةُ تَقْديرٍ وعِرْفانِ
طَوّقتَني بجميلٍ لا نَفادَ له
فكيْفَ أجْزيـك إحْسانـاً بإحْسـان؟
هَيْهات!! إن يَدي شَلاّء قاصِرةٌ
فاقْنَعْ بما فاض مِـنْ قَلْـبي وأجْفانـي!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :460  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 547 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.