شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بشيـر الصبـح
أميرَ منابرِ الشَّرْقَيْن أهْلاً
بهذي الطَّلْعة الشَّمّاءِ، أهْلا
طَلَعْتَ على دَياجرنا شِهاباً
فسَبْحان الذي أعْلَى وأغْلَى
على أبْوابكَ ازْدَحَمتْ قلوبٌ
وحامَتْ حَوْلك الأنظارُ جَذْلَى
وقَفْتَ على هَـوَى الوَطَـن المُفَـدَّى
لساناً صادقاً ويَداً وعَقْلا
تذودُ بِهِنّ عنه كلَّ شَرًّ
وتَقْهَرُ باطلاً وتنيرُ جَهْلا
قَطيعُك شَرّدته الريحُ، فاجْمعْ
على حَـرَم الهُـدَى والحُـبَّ شَمْـلا
تَقَطَّعَ حَبْلُ وَحْدَتنا فهَلاّ
وصَلْتَ بسَعْيكَ الميمونِ حَبْلا؟
هي الأهْواء، كَمْ عَبَثَتْ بقَوْمٍ
فدَكّتْ مَجْدَهم بَعْضاً وكلاّ
جَمَعْنا المالَ… لكنْ لَمْ يَزِدْنا
أمامَ الناس مَنْزِلةً وفَضْلا
بَقينا، مثْلَما كنَّا، فُلُولاً
وظلّ جهادُنا لَهْواً وَهزْلا
إذا لَمْ يَرْفعِ الإنسانَ مالٌ
فيا مَولاي إنَّ الفَقْرَ أحْلَى
سِوانا في دُروب المَجْد يَسْعَى
ولَمْ نَنْقُلْ عليها نَحْنُ رِجْلا
نُفاخر بالأصول، وأيُّ نَفْعٍ
لفَرْعٍ خاملٍ إنْ عزَّ أصْلا؟
عِظامُ الجدَّ قَدْ تَهْتَزُّ غَيْظاً
إذا كان الحفيدُ عليه حَمْلا
تَعَاَلوا نَبْنِ للأوطان صَرْحاً
مَنيعاً إن مَضَى بانون ظَلاَّ
بنُور العِلْم نَسْتَهْدي ونَهْدي
ونَقْطَعُ وادياً ونَخوض لَيْلا
وبالإيمان نَقْتَحم الثُّرَيّا
ونَقْتَنِصُ العُلا طِفْلاً وكَهْلا
* * *
رَسولَ الدَّين والدُّنْيا سَلامٌ
لأنْتَ المُرْتَجَى قَوْلاً وفِعْلا
نَأيْتَ عَنِ التَّعَصُّبِ فهْو صِلٌّ
وَكَيْفَ يُصاحبُ الإنسان صِلاّّ؟
تَعالَى الدّين عَنْ كَيْدٍ وحِقْدٍ
وعمّا يَقْطعُ الأرحامَ جَلاّ
جميعُ الناسِ في حَوَّاء أهْلٌ
فَكيْفَ تَبايَنوا أصْلاً وفَصْلا؟
ومَنْ وضَعَ الحَواجِز بَيْنَ جارٍ
وجارٍ، حـينَ كـانَ الوَصْـلُ أوْلَـى
دَعَا إنجيلُ عيسى للتآخي
وقرآنُ النَّبيّ عليه صلّى
أحبُّكَ، لا لِثوْبك، بَلْ لخُلْقٍ
كريم التَّبْعتيْن زَكا وجَلَّى
فتَحْتَ بـه القلـوبَ، فكُـلُّ قَلْـبٍ
يَودّ لَوَ انَّ رَكْبكَ فيه حَلاّ
أحِبُّك، لا لِثوْبِك، بَلْ لِعِلْمٍ
يزيدُك ثَرْوةً ما ازددتَ بَذْلا
سَما عن كلَّ شعْوَذةٍ وأضفَى
عَلَيْك مَهابةً وحَباك فَضْلا
أحبُّك، لا لِثوْبِك، بَلْ لأنَّي
أرَىَ أدَباً وألْمَسُ فيك نُبْلا
وأعْلَمُ أنَّ عَهْدَك سَوْفَ يُحْيي
زَماناً ضاحك القَسَمات وَلّى
سَمَكْنا فيه ألْفَ جدار مَجْدٍ
تَهَيّبَ أن يطولَ عليه أعْلَى
وشُدْنا للعُروبَة ألْفَ بُرْجٍ
بأطْواقِ الفَضيلة قَدْ تَحَلَّى
فهَلْ تَمْتَدّ أيامي إلى أنْ
أرَى قَفْرَ العُروبة صارَ حَقْلا
وأشْهَدُ بَنْدَها حُراً عَزيزاً
يَضُمُّ تُرابها نجْداً وسَهْلا؟
* * *
أميرَ منابر الشَّرْقَيْن أهْلاً
بهَذي الطَّلْعَةِ الشَّماءِ أهْلا
رأيْنا في جَبينِك مَيسلوناً
وشِمْنا مِنْ فَتاها فيك ظِلاَّ
أثِرْنا للجهاد، وقُدْ خُطانا
بَشيرُ الصُّبْح للساري أطَلاّ
أقولُ لِمَنْ يُعَيّرنا بأنَا
رَضينا بالخُمـول… خَسِئْـتَ فَـأْلا
يَنامُ اللَّيْـثُ مِـنْ تَعَـبٍ… ويَبْقَـى
لِيَوْمِ الحَزّة اللَّيْثَ الأجَلاّ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :398  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 546 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان زكي قنصل

[الاعمال الشعرية الكاملة: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج